السؤال رقم (3858) : حكم التشجيع للفرق الرياضية الأجنبية

السؤال:
فضيلة الشيخ _حفظكم الله_ ما حكم التشجيع للفرق الرياضية الأجنبية؟

الرد على الفتوى

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أن المسلم خُلق في هذه الدنيا من أجل عبادة الله _تعالى_ لقوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56] وما سخر الله _تعالى_ لعباده النعم إلا من أجل أن تكون عوناً لهم على طاعته، وللأسف الشديد أن كثيراً من الناس استغلوا نعم الله في معصيته.
وقد أشار النبي _صلى الله عليه وسلم_ في حديث النعمان بن بشير _رضي الله عنه_ بقوله: \”… ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب\” [متفق عليه] فما يحدث من مشاهدة هذه المباريات وتشجيع الفرق واللاعبين إذا كان يجعل القلب مشغولاً بهم، متعلقاً ببعض اللاعبين ومحبتهم، يوالي ويعادي على ذلك، ويترتب عليه ضياع بعض الواجبات الشرعية _ فهنا يُمنع ذلك، وأما إذا كان الأمر يتعلق باللاعبين الكفار ويتعلق قلبه بهم، بل ربما يتعصب من أجل الدفاع عنهم فهذا أمرٌ خطيرٌ؛ لأنه يتعلق بالولاء والبراء، فكيف يليق بالمسلم العاقل أن يصرف قلبه لغير الله، بل ومحبة غيره، وانظر لقول النبي _صلى الله عليه وسلم_: \”ولا يحب رجل قوماً إلا جعله معهم\” [صححه الألباني في صحيح الجامع رقم 3021] فهل الذي يشجع هذه الفرق، ويتعلق قلبه بحبها، أيحب أن يحشر معهم يوم القيامة؟ فالأولى للمسلم أن ينزه نفسه عن هذه الأمور التي لا تعود عليه بالنفع، بل تضره في دينه وآخرته، ووصيتي لمن ابتلي بهذا الأمر أن يبتعد عن مشاهدتها، أو مصاحبة من يذكرونه بها، وأن يقبل على طاعة الله _تعالى_ فما انصرف القلب عن الله إلا بسبب وقوعه فيما يغضب الله، وليجعل المسلم محبة الله ورسوله _صلى الله عليه وسلم_ فوق كل محبة.
أسأل الله _تعالى_ أن يهدي شبابنا إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يأخذ بأيديهم للبر والتقوى. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.