السؤال رقم (3856) : أعمل مديرا لمكتب التراخيص ومن الرخص التي تصدر بالمكتب رخص بيع التبغ …فهل أستمر في العمل؟

السؤال:
أنا مواطن ليبي تم تعييني مدير مكتب التراخيص ومن الرخص التي تصدر بالمكتب رخص بيع التبغ وأنا مقتنع أن التبغ محرم شرعاً لما سمعته من الشيوخ العلم والحمد لله وأنا الآن عندما يأتي أحد للحصول على رخصة بيع التبغ أسدي له النصيحة وأعلمه حكم التبغ حسب ما سمعته من العلمائنا الأفاضل وألح عليه أن يشتغل بأي عمل آخر وأدعوه للصبر, احتساب الأجر عند الله وإلى الآن لم تستخرج رخصة للتبغ بالمكتب تحت إشرافي فأرجوا منك النصيحة والرأي وهل أترك هذا العمل أم أستمر فيه مع العلم إذا أتى مدير آخر لا يبالي أبداً وهذا غالب ظني…… أفتونى فأنا متضايق جداً من هذه المسألة أثابكم الله وحفظكم ذخراً لهذه الأمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ملاحظة إذا أصر المواطن على حصول الرخصة فنحن مجبرين على منحه الرخصة….

الرد على الفتوى

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأولاً: جزاك الله خيراً على حرصك على إخوانك المسلمين ونصحك لهم بما يعود عليهم بالخير في الدنيا والآخرة، وهكذا المؤمن الذي يحب ربه ويقتدي بنبيه _صلى الله عليه وسلم_ وكما قال _صلى الله عليه وسلم_: \”والذي نفسي بيده لا يؤمن أحد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه\” [متفق عليه] وهذا يدل على ما رسخ في قلبك من الإيمان، ومحبة الخير لعباد الرحمن.
وثانياً: أوصيك أخي الكريم بالاستمرار في عملك ما دمت تستطيع النصح لإخوانك المسلمين، وأنت تؤجر على ذلك بإذن الله، وكما قال الله _تعالى_: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ) [التوبة: 71] وقوله _صلى الله عليه وسلم_: \”من دل على خير فله مثل أجر فاعله\” [رواه مسلم] ومن أصر بعد ذلك على استخراج هذه الرخصة لهذا العمل المحرم شرعاً _ فليس عليك إثمٌ بعد نصحه وإرشاده إنما إثمه على نفسه، وعلى الجهة التي سمحت له بالترخيص لهذا العمل.
أسأل الله _تعالى_ أن يهدي ضال المسلمين، وأن يأخذ بأيدينا جميعاً لما يحب ويرضى. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.