السؤال رقم (287) : أنا لم أبايع أحداً، وهل توبتي من الذنوب صحيحة؟ 13 / 1 / 1429

: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…إخواني قرأت حديثا فيما معناه من مات وليس في رقبته بيعة مات ميتة الجاهلية. طيب إخواني أنا لم أبايع أحدا. هل إجباري أبايع ملك دولتنا حتى لو كان ظالم ومفسد؟ وهل يجوز أن أبايع مثلا أسامة بن لادن أو الملا عمر أو الظواهري أو أحد المجاهدين الصادقين؟ أريد إجابة واضحة. الله يجزاكم خيرا.
س2: أنا شخص قد فعلت من المعاصي.. والله عليم بذلك من زنا ولواط وشرب خمر.. إلخ .. ولكني بإذن الله تبت وقد تركتها إن شاء الله ولكن أنا في حيرة من أمري وماذا أفعل لكي يغفر الله لي وأنا قد نظفت غرفتي وسيارتي من جميع المنكرات وحرقتها من أشرطة الأغاني والخمر… الخ. بقي علي أن أترك اللحية وأقصر الثوب وهذه لا أستطيع.. لأني سبق وأن التزمت بصغري. والآن أجد صعوبة في ذلك ولكني كما ذكرت لا أسمع الأغاني ولا أشرب الخمر ولا أزني… الخ. باختصار أريد أن الله يغفر لي..ماذا أفعل؟ أنا ضميري يؤنبني وأعلم بأن الله سوف يحاسبني وخايف من ذلك. ويعلم الله أني نادم أشد الندم أني فعلت تلك المعاصي ولكني كنت في غفلة وكنت صغير في السن ولا أبالي حينها وكل ما أردت أن أتقرب إلى الله عز وجل تأتيني وساوس وأوهام وكآبة وأتعذب أنا من وساوس الشيطان رغم قراءتي للأذكار.. يا إخوان أنا أول مرة أتكلم مع أحد أو أشكي له همومي لأني اللي أشوفه: ما حد مهتم ولا أجد سرعة في الإجابة فأقول في نفسي سابقاً لا تكتب وريح نفسك،، لكن الآن سوف أكتب لكي أبرىء نفسي عند الله لأني أنا لا أعلم كثيرا في أمور الدين والله يقول فيما معناه: [فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون]. وها أنا أسألكم لعلكم تجاوبوني مشكورين. اللهم ما كتبت هذا إلا ابتغاء مرضاتك. أسألك الإخلاص والقبول والمغفرة إنك سميع مجيب.

الرد على الفتوى

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالله جل وعلا أوجب طاعة ولي الأمر، قال تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ..](النساء)، وإن من طاعته أن يبايع ولو كان عبداً حبشياً، وقد دل على ذلك حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)(رواه البخاري)، وهذا الحديث دليل على أهمية لزوم جماعة المسلمين حتى ولو كانت هناك مظالم أو أخطاء شرعية أو غير ذلك لأن الفرقة شر والاجتماع خير، وأنه ينبغي على المسلم الصبر على ذلك لقول عبادة بن الصامت رضي الله عنه (بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره وأن لا ننازع الأمر أهله وان نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم)(رواه البخاري). واحذر أخي الكريم من أصحاب الأهواء الذين فتحوا على المسلمين أبواب الشر وكانوا سبباً في حصول كثير من المصائب والمحن على المسلمين التي عصفت بكثير من الشباب وأبعدتهم عن جادة الحق.
أما توبتك مما وقعت فيه من معاصٍ وآثامٍ فدليل صدقها ما قمت به من إزالة للمنكرات التي كانت عندك وهجرك لتلك المعاصي التي وقعت فيها سابقاً وإقلاعك عنها، وحرصك على طلب المغفرة ومجاهدتك نفسك، وأبشر بقول الله تعالى فيمن وقع في الذنوب ثم تاب [وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً](الفرقان)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة تبارك وتعالى أنه قال في الحديث القدسي (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة)(رواه الترمذي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم4338)، فالله واسع الكرم والجود، ويقبل توبة العبد ما لم تبلغ الروح الحلقوم، فأبشر أخي الكريم بالخير وأوصيك بالإقبال على الله تعالى والحرص على طاعته ومرضاته، وعليك بالاقتداء بحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله وفعله، وكلما تمسكت بدينك وبذلت الأسباب في طلب مرضات ربك فسوف تنال الخير الكثير. أسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يصرف عنك كل شر، وأن يثبتك على صراطه المستقيم. والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.