السؤال رقم (288) : هل يجوز لهم العودة لفرنسا لظروفهم المادية؟ 13 / 1 / 1429

: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… بارك الله فيكم نحن نعيش في إحدى دول الخليج المرتفعة الأسعار جدا ولنا أخت في الله فرنسية وزوجها فرنسي من أصل عربي وهم مسلمون ولله الحمد وتركوا فرنسا ورغبة في العيش في بلد عربي مسلم هجرة إلي الله من بلاد الكفر لبلاد الإسلام وأحضروا معهم بعض المال وبدأ زوجها في التجارة وخلال عدة أشهر فقد كل ماله وهذا منذ ثلاث سنوات يعيشون علي المعونات وزوجها ليس معه مؤهل جامعي بل يعمل عمل بسيط جدا ولا يجيد حرفة معينة حيث أنه كان يعمل في فرنسا في إحدى البقالات ويأخذ السلع واللحوم وينقلها بالسيارة ولم يستقر بعمل منذ ثلاث سنوات لأنه كلما يجد عمل يكون راتبه ضعيف جداً بالنسبة للرواتب في هذا البلد العربي والغلاء الذي فيه، فلم يسمحوا له بالعمل براتب زهيد حتى لو قبل هو ذلك لأن هناك قانون يمنع عمل الأجانب بأجور زهيدة وتدهور وضعهم جدا فهو من 3 سنوات لم يستطع استخراج إقامة بهذا البلد لزوجته وأولاده الأربعة فكل أربعين يوما يأخذهم للحدود ليدخلوا من جديد لأن الأجانب يمكنهم الدخول دون تأشيرة دخول ولكن لاستمرار تواجدهم بالبلد يلزم إقامة وتراكم عليهم الإيجار لمدة سنة وتجاوز الثلاثون ألف درهم ولا يأكلون إلا من الصدقات حتى أن ابنها مرض بعينه وجلس أكثر من شهر ولم يجدوا ثمن الطبيب والآن قطع عنهم صاحب العقار الكهرباء والماء وقد تأخرت عليهم مصاريف المدارس وأولادها أصلاً غير مقيدين بالمدارس قالوا لهم حتى يستخرجوا إقامات ثم يقيدوا والإقامة متعلقة بوجود عقد إيجار وصاحب العقار يرفض أعطائهم أي عقد لأنه لا يدفعون الإيجار المتأخر ( سنة كاملة) وهو الآن يقول لهم إما تعطوني مالي وتخرجوا وإلا استمر قطع التيار الكهربي والماء عنهم! والأخوات والأخوة يساعدوهم لكن نفقة أسرة من ستة أفراد في هذا البلد مرتفعة جداً .. عذرا للإطالة لكن هل في هذه الحالة يجوز لهم العودة لفرنسا حيث أن لهم سكن وراتب وعلاج مجاني ولا يكونوا آثمين في ذلك ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا..

الرد على الفتوى

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فوصيتي لهذا الرجل ما دام أنه لا يستطيع العيش في تلك الدولة لظروفه المادية أن يرجع إلى بلده وأن يحرص على التمسك بشعائر دينه، وأن يكون حريصاً على نفسه وزوجته وأولاده وذلك بتعليمهم أمور دينهم من حفظ للقرآن وكيفية الصلاة وغير ذلك مما هو ضروري لحفظ دينهم، وليس بآثم إذا رجع لبلده لأنه بذلك يخرج نفسه من التذلل للناس وطلب مساعدتهم إلى إغناء نفسه وأهله بالمال الحلال، وهذا ما يستطيعه والله تعالى يقول [فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ](التغابن)، ويقول تعالى [لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا..](البقرة). أسأل الله تعالى أن يجعل له من أمره يسرا وأن يثبتنا وإياه على صراطه المستقيم. والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.