السؤال رقم (259) : هل ترك الصحابة مكة خوفاً من أنه يتضاعف فيها الذنوب؟ 21 / 2 / 1430

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … بارك الله في الجهود ورفع الله قدركم شيخنا الكريم ..كنت قرأت قبل ذلك كلاماً لا أدري صحته …هل ترك الصحابة مكة خوفاً من أنها يتضاعف فيها الذنوب وذهبوا إلى المدينة لأن المدينة لا يتضاعف فيها السيئات؟ وإن كان نعم فهل هذا خاص بمكة كلها أم الحرم فقط؟ وهل يتضاعف ثواب الأعمال الصالحة من قراءة القرآن والذكر في الحرمين؟ وفقكم الله ..

الرد على الفتوى

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذا الكلام غير صحيح، وإنما ترك الصحابة مكة من أجل ما تعرضوا له من ابتلاءات ومحن من جهة المشركين، أما بعد فتح مكة فكانوا حريصين على العيش فيها لأنها بلدهم الأول الذي تربوا وعاشوا فيه، ولكن الذي شجع الكثير من الصحابة للذهاب إلى المدينة وجود النبي صلى الله عليه وسلم فيها.
أما مسألة تركهم لمكة خوفاً من تضاعف الذنوب فهذا غير مسلَّم لأن الذنب لا يضاعف لكنه قد تعظم عقوبته في الزمان الفاضل والمكان الفاضل، ولأن الصحابة كانوا أتقى الناس لله وأشد حرصاً على طاعته مع أنه ورد عن بعضهم أنه خرج خارج الحرم خوفاً من حصول الأخطاء، لكن أكثرهم بقي في مكة والمدينة طلباً لمضاعفة الحسنات. ومن خرج إلى بلاد أخرى فقد كان هدفهم نشر الإسلام والعلم الذي حملوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.