السؤال رقم (311) : هل استماع القرآن له درجة القراءة لطرد الشياطين؟ 27 / 3 / 1430
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. هل يصح ويكون نفس الدرجة أن أستمع إلى القرآن بدلاً من تلاوته لطرد الشياطين؟
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بقراءة سور القرآن، وخصَّ منها بعض السور والآيات، كالبقرة، وآية الكرسي، والإخلاص، والمعوذتين، وخواتيم سورة البقرة، وغير ذلك مما دلت عليه السنة.
قال صلى الله عليه وسلم (اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركة حسرة، ولا يستطيعها البطلة)(رواه مسلم)، وقال (لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة)(رواه مسلم)، وقال أيضاً (من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)(رواه أبو داود، وصححه الألباني في سنن أبي داود 2/56 رقم1397)، وقال صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه (أما إنه صدقك وهو كذوب)، حينما أخبره أبو هريرة رضي الله عنه أن هناك من يأتي كل ليلة يأخذ من الصدقة، فأراد أن يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بأن من قرأ آية الكرسي حتى يختمها لن يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح)(رواه البخاري).
والقصد من قراءة القرآن وتلاوته هو تدبره والعمل بما فيه وكسب الحسنات الكثيرة لمن قرأه، قال صلى الله عليه وسلم (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول آلم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)(رواه الترمذي، وصححه الألباني في الصحيحة ج7 رقم3327)، وقال (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه..)(رواه مسلم).
وسماع القرآن فيه خير عظيم أيضاً كما قال الله تعالى [وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (الأعراف)، ولكن قراءته أولى وأفضل، فمن استطاع ذلك فليحرص عليه، وأما من لم يستطع فلا حرج عليه في السماع فقط لقول الله تعالى [لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا..](البقرة). وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد