السؤال رقم (361) : أريد الانعزال والانفراد عن أسرتي والمجتمع، فماذا أفعل؟ 11 / 5 / 1430

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا فتاة في 20 من عمري وطالبة جامعية مشكلتي أنني في الفترة الأخيرة كثيرة التفكير والقلق ولا أستطيع التركيز في دراستي بحيث أنني دائماً أفكر بأمور تسبب لي القلق والاكتئاب وفي أغلب الأحيان البكاء وغالباً ما تكون هذه الأمور اختراع من عقلي ولم تحصل في الواقع وفكرة الانتحار دائماً تشغل تفكيري بحيث أنه كل ما تواجهني مشكلة ألجأ إليها ودائماً ما تبوء بالفشل، أصبح وزني يقل يوماً بعد يوم مع أنني آكل بشكل طبيعي والكل بدأ يلاحظ ولا أعرف السبب ودائماً أريد الانعزال والانفراد عن أسرتي والمجتمع من حولي وأشعر بالقلق في علاقاتي مع الأصدقاء والأقارب مع أنني لدي الكثير من الصداقات ولكني لا أشعر بالراحة وأحاول الابتعاد، وفي بعض الأحيان أتوهم بأنني مصابة بمرض نفسي وفي معظم الأوقات أشعر بآلام جسدية وخصوصاً في المعدة .. أريد حلاً لمشكلتي وأريد أن أعرف هل أنا مصابة بنوع من الأمراض النفسية؟ وش

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأخشى أن يكون ما أنت فيه بسبب بعدك عن الله تعالى وتقصيرك في حقه، فعليك بمراجعة حساباتك مع ربك والنظر فيما يرضيه فقومي به، واحرصي على الوضوء وأداء الصلاة في أول وقتها والخشوع فيها، والإكثار من الدعاء فيها، فما خاب عبد لجأ إلى ربه، والله جل وعلا يقول [وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ](البقرة)، وأكثري من قراءة القرآن الكريم ففيه خير عظيم لك في الدنيا والآخرة، واحرصي على بر والديك والإحسان إليهما، وعليك بحضور مجالس العلم الشرعي، ومصاحبة الصالحات اللاتي يذكرن بالله تعالى، وبقدر قربك من الله تعالى سوف تجدين الراحة والسعادة، وصدق الله تعالى إذ يقول [اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ..](الزمر)، وقال [إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ](الأنفال)، وعليك بطرد هذه الوساوس والخطرات وعدم الالتفات إليها فهي من مداخل الشيطان لإضعاف صلتك بربك. أسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك لما فيه الخير لك في الدنيا والآخرة، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.