السؤال رقم (3844) : ما كيفية الجمع بين هذين النصين؟

السؤال:
_ ورد في القران {ولا تزر وازرة وزر أخرى} وورد في الحديث أن بعض الناس تؤخذ من سيئات خصمه فتطرح عليه فيلقى في النار فكيف الجمع بينهما؟

الرد على الفتوى

الجواب:
قول الله تعالى {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}(الأنعام)، معناها: أي لا تحمل نفس حمل أخرى، أي: لا يؤاخذ أحد بذنب غيره، وهذا يختص بمن وقع في معصية فهو محاسب عليها، كمن كسب مالاً من حرام وأولاده ليس لهم ذنب في ذلك، فهم لا يؤاخذون بفعل والدهم، بل يحاسب والدهم على فعله فقط.
أما الذي يؤخذ من حسناته لخصمه فهو الذي يقع في ظلم الناس، كالاعتداء عليهم بالضرب أو الشتم أو الغيبة أو النميمة، أو غير ذلك من حقوق الناس، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حينما سأل الصحابة رضي الله عنهم فقال: (أتدرون من المفلس؟، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال: المفلس من أتى يوم القيامة بصلاة وحج ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأخذ مال هذا، ونال من عرض هذا وسفك دم هذا، فيؤخذ لهذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)(رواه مسلم)، نسأل الله السلامة والعافية.