السؤال رقم (3843) : حكم طلب الترقيات في الوظائف
السؤال:
ذكر لي بعض الإخوة أن العلامة بن عثيمين _ رحمه الله _ كان يرى أن طلب الترقيات في الوظائف لا يجوز أو لا ينبغي وأنه من طلب الأمارة المنهي عنها ولأنك أحد طلبة الشيخ، فهل ورد على فضيلتكم مثل ذا؟ وما حكم ذلك الفعل؟
الرد على الفتوى
الجواب:
الشيخ رحمه الله رحمة واسعة يرى أن الأحوط والأورع والأتقى ألا يطالب الإنسان بالترقية لئلا يدخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه عندما قال له: (لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها)(متفق عليه).
لأن الإنسان ضعيف لا يستطيع تحمل المسؤولية أو الأمانة إلا بعون الله، فإن يسر الله له تلك الترقية بدون طلب فهذا أولى وأحسن، وسوف يجد العون من الله على تلك الوظيفة، أما من يطلبها فربما لا يستطيعها ويضعف ويقع فيما حرم الله فيضيع نفسه ومن كان مسئولاً عنهم.
والنظر في المصلحة والمفسدة موكول إلى طالب الوظيفة أو الترقية، فإن كان يعلم في نفسه أنه لو ترك تلك الوظيفة أو تلك الترقية ترتب على ذلك ضرر للمسلمين فلا حرج عليه في طلبها والحرص عليها، لكون ذلك فيه نفع لإخوانه، أما إن كان يعلم أن هناك من هو أولى منه فلا يطلبها ولا يحرص عليها، ولا شك أن طلب الوظيفة أو الترقية يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، وبحسب صدق العبد وإيمانه وحرصه على نفع الناس يجد التيسير من الله في وصوله إلى تلك المرتبة والعكس صحيح.