السؤال رقم (601) : ما هي المتون التي ترشحون حفظها؟ و ما هي الكتب التي ترشحونها في كل فن؟ وما هي الطريقة المثلى لقراءة الكتب؟ 15 / 6 / 1430

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. فضيلة الشيخ، بارك الله فيكم، وجعلكم مباركين حيثما كنتم، ونفع بكم، وزادكم علمًا وعملًا، ورفع درجاتكم في الدنيا والآخرة. وبعد
أخوكم في الله يطلب النصيحة والتوجيه، فأنا في الثامنة والعشرين من عمري، متزوج ولي ولدان، من الله علي بإتمام حفظ القرآن، وتحصيل قراءة عاصم براوييه شعبة وحفص، وصار لي أكثر من عشر سنوات أقرأ في كتب العلم وأسمع أشرطة العلماء وأحضر الدروس، حتى صار يرجع لي أقاربي وزملائي في العمل لمعرفة الأحكام الشرعية والتفسير وغير ذلك وأنا أتحفظ في ذلك غاية ما أستطيع ولا أقول شيئًا من عندي بل أنقل ما أعلم من كلام أهل العلم خاصة كلام الشيخين الجليلين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله وكلام اللجنة الدائمة والشيخ عبد الرحمن بن قاسم ومن أكثرت من الاستماع له بطبيعة الحال كالشيخ المنجد المشكلة هي في أني أشعر بأني تائه في أمر طلب العلم، وعندي كثير من المعلومات الغير مرتبة، ساعد في ذلك طبيعة الإخوة الملتزمين المتدينين في بلدنا مصر إذ لهم مشارب شتى واتجاهات شتى، حتى ضاع من عمري سنين في المناقشات والمناظرات بطائل وبغير طائل مع قلة المشايخ بشكل عام، والتضييق عليهم، وقلة المنهجية خاصة عندنا هنا في القاهرة وكثرة الفوضى والفوضوية، في أمور طلب العلم والدعوة.
والآن أظن أنه من العبث البكاء على اللبن المسكوب، والمهم الصلاح والإصلاح فيما هو آت، واستغلاله أحسن استغلال، والمأمول منكم المساعدة بإسداء النصح والتوجيه، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
بطبيعة الحال أنا لست من المتفرغين لطلب العلم، ولا أستطيع خصوصًا في الفترة الحالية وما يليها، ذلك لظروف الوظيفة والزوجة والأولاد، ولكن أستعين بالله وأتوكل عليه وأسأله البركة في الوقت والفهم والحفظ، واجتهد إن شاء الله في العمل بحديث أبي الدرداء وسلمان رضي الله عنهما ( إن لربك عليك حقًا، ولنفسك عليك حقً، ولأهلك عليك حقًا…..فأعط كل ذي حق حقه ) والإنصاف عزيز، ( وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله غفور رحيم )، وسمعت الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يقول فيمن يشتكي من قلة الوقت: أنه لو حفظ كل يوم بعد العشاء لحصل علمًا عظيمًا، فلا يأس من رحمة الله، ولن أترك هذا الأمر أبدًا إن شاء الله، إلى أن ألقاه، وأملي وما أرجوه من الله أن يمن على ويجعلني من العلماء العاملين، ويجعلني ادرك من سبقني، وهو حسبي ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا به.
والأسئلة التي أود منكم إفادتي فيها:
1- ما هي المتون التي ترشحون حفظها بعد كتاب الله عز وجل، وأفيدكم بأني قد جعلت من طريق رجوعي من العمل في السيارة وردًا لسماع الأشرطة، فأستطيع إن شاء الله سماع الكثير من الأشرطة، وأستطيع أن أكررها، فبإمكاني إن شاء الله سماع شرح ما حفظ من المتون في الطريق مرة واثنان وثلاثة وأكثر، وحفظها وقراءة الكتب والشروح بعد العشاء، مع ملا حظة أني إلى المنظومات أميل مني إلى المتون النثرية.
2- ما هو الأفضل من واقع خبرتكم وممارستكم للعلم، قراءة ثلاثة كتب، أم قراءة كتاب واحد ثلاث مرات.
3- لو تتفضلون بذكر شروح ما تذكرون، سواء كانت صوتيه أو كتبًا.
4- ما هي الكتب التي ترشحونها في كل فن.
5- لو تسدون نصيحة قد غفلت عنها.
بالنسبة للحضور عند المشايخ، فقد حضرت شرح الورقات مع المحلي، وشرح الواسطية، وغير ذلك، وأنا مستمر إن شاء الله وإن كانت الدروس العلمية قليلة نوعًا ما.
أخيرًا أعتذر عن الإطالة، وعن شغل وقتكم، ولكنكم تفرجون عني ألمًا وهمًا، بإذن الله.
وجزاكم الله خيرًا

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنصح السائل بصدق اللجوء إلى الله وكثرة العمل الصالح والرغبة الصادقة في العلم والحرص على حضور حلقاته لا سيما عند العلماء الربانيين الذين يسيرون على هدي رسول الله وصحابته الكرام وإذا تعذر جلوسه لطلب العلم فأنصحه أن يركز على سماع أشرطة الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ صالح الفوزان، ولهم شروح صوتية على معظم المتون العلمية الأساسية ومع الصبر والمصابرة والمثابرة وطول النفس في طلب العلم يدرك المتعلم الشيء الكثير.
وأنصح السائل بأن يبدأ بمتن في العقيدة مثل كتاب التوحيد أو الواسطية أو الطحاوية، ومتن في الحديث مثل عمدة الحديث أو بلوغ المرام، ومتن في الفقه مثل عمدة الفقه أو دليل الطالب ومتن في أصول الفقه مثل الورقات، ومختصر تفسير ابن كثير أو تفسير ابن سعدي وإذا وفقك الله لإتمام هذه المتون فقد حزت علماً كثيراً وعليك أن تحافظ عليه وتحفظه بالطاعة واحذر من أن تضيعه بالمعصية وأعلم أن العلم لا ينال إلا بالسهر والتعب والجد والإخلاص وصدق الله العظيم: [وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ وَاللَّهُ] وصدق القائل:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور *** ونور الله لا يؤتى لعاصي

ومع ذلك كله فإني أخالف السائل في كلامه عن بلده مصر فهي بلد العلم والعلماء وقد تخرج على علمائها فطاحلة العلماء في أنحاء العالم الإسلامي ولا ننسى مشايخنا الذين تعلمنا على أيديهم في الجامعة والدراسات العليا رحم الله الأموات منهم وأمد في عمر الأحياء على الطاعة والعمل الصالح.
أسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقنا وإياك للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.