السؤال رقم (602) : هل يجوز أن أفطر بعد أن نويت الصيام، وهل يرى ويسمع الأموات، وهل الأموات يعلمون بأحوال أهلهم ؟ 15 / 6 / 1430
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. السؤال الأول: إذا نويت أن أصوم في يوم عادي قضاء لرمضان، هل يجوز أن أفطر بعد أن نويت الصيام؟ وهل يجوز تأخير صيام القضاء إلى ما بعد رمضان التالي ؟؟
السؤال الثاني : هل يرى ويسمع الأموات زوار القبور وهل يجوز للنساء زيارة القبور؟
السؤال الثالث : يقال إن الأموات يعلمون بأحوال أهلهم من أهل الدنيا … هل لهذا من الصحة شيء ؟
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
1) فمن نوى صياماً واجباً كصيام رمضان أو قضائه أو صيام نذر أو كفارة لا يجوز له أن يفطر إلا لعذر من مرض أو سفر أو حيض أو نفاس بالنسبة للمرأة، ومما يلاحظ تساهل الناس في قضاء رمضان لا سيما النساء حيث تفطر المرأة في قضاء رمضان لأسباب عادية مثل الخروج للنزهة وحصول مناسبة في البيت وهذا محرم لا يجوز فمن عقد النية وطلع عليه الفجر وهو عازم على الصيام فيجب عليه أن يكمل اليوم ولا يحل له الفطر إلا من عذر.
وأما تأخير قضاء رمضان إلى ما بعد رمضان الآخر فلا يجوز إلا لعذر لأن وقت قضاء رمضان هو ما بعده إلى رمضان الآخر تقول عائشة رضي الله عنها: (لقد كان يكون علي الصيام من رمضان فما أقضيه حتى يجيء شعبان) متفق عليه.
لكن لو كانت المرأة حاملاً بعد رمضان ثم ولدت واحتاجت لرضاع ولدها ووصل رمضان الآخر فهذا عذر يبيح لها تأخير القضاء إلى ما بعد رمضان الآخر وهكذا في حالة المرض.
2) ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له إذا انصرفوا عنه.
فعَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِى قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ » رواه أبوداود(3 / 211).وقال الألباني : صحيح.
وخاطب صلى الله عليه وسلم قتلى بدر من المشركين وهم في القليب فقيل له ما تخاطب يا رسول الله منأقوام قد جيفوا فقال: والذي بعثني بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون جواباً.
فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ فَقَالَ هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ثُمَّ قَالَ إِنَّهُمْ الْآنَ يَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ) رواه البخاري.
وقد جاء الأمر بالسلام على أصحاب القبور (السلام عليكم دار قوم مؤمنين).
وأما زيارة النساء للقبور فالراجح من كلام أهل العلم أنها لا تجوز لقوله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله زوارات القبور).
واللعن على الفعل دليل واضح على حرمته وقد ثبت أن ابن عمر قال: للنساء اللاتي يتبعن الجنازة ارجعن مأزورات غير مأجورات وأما الرجال فالزيارة مشروعة لهم لأنها تذكرهم بالآخرة قال صلى الله عليه وسلم: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الموت) رواه مسلم، وللترمذي (فإنها تذكر الآخرة).
3) يرى بعض أهل العلم أن أرواح الموتى يعرفون أحوال الأحياء فيتألمون من السيء ويستبشرون بالحسن ويفرحون به.
قال مجاهد رحمه الله: (إن الرجل ليبشر في قبره بصلاح ولده من بعده).
وقال عمر بن دينار رحمه الله: (ما من ميت يموت إلا ويعلم ما يكون في أهله بعده).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (استفاضت الآثار بمعرفة الميت أهله وأحوال أهله وأصحابه في الدنيا وإن ذلك يعرض عليه).
وفقك الله لبراءة ذمتك وإتباع سنة نبيك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.