السؤال رقم (613) : شخص لديه مرض يسمى الكبد الوبائي أثناء الإجراءات اللازمة للسفر دخل شخص بدل عنه ليقوم بهذا الفحص باسم الشخص المصاب؟ 25 / 6 / 1430

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
شخص لديه مرض يسمى الكبد الوبائي
أثناء الإجراءات اللازمة للسفر طلب منه إجراء التحاليل اللازمة لكن هو حامل هذا المرض ((علما بأن هذا المرض له نوعين مصاب بهذا الفيروس لكن الفيروس ليس له أعراض)) (غير فعَّال) والنوع الآخر مصاب بهذا الفيروس وهو فعَّال (وله أعراض) وهذا الشخص هو من النوع الأول أي مصاب وغير فعال علما يتم انتقال العدوى بهذا الفيروس بالطرق التالية
نقل الدم ، منتجات الدم – المواد المخثرة للدم
فدخل شخص بدل عنه ليقوم بهذا الفحص لكن تحت اسم الشخص الذي سوف يسافر ثم أتم الإجراءات اللازمة وسافر لكن أيضا بعد وصوله للمملكة طلب منه إجراء نفس التحليل من أجل استخراج الإقامة وأيضا اتفق مع أحد الناس ليقوم بالفحص نيابة عنه لكن تحت اسمه ودفع له مبلغ من المال.
لكن هذا الشخص الآن وبعد سنة ونصف نادم كثيراَ على ما فعل :
1-فما الحكم الشرعي له و للأشخاص الذين أجروا الفحوصات بدل منه ؟
2-ماذا عن الحج والعمرة التي أداها العام الماضي,هل صحيحة أم غير مقبولة؟

3-هل المال الذي اكتسبه حلال, ماذا يفعل؟
4-هل إذا طًًًَُلب منه إجراء التحليل مرة أخرى لأنه يريد تبديل الكفيل أن يفعل كما في المرة السابقة (أن يدخل إنسان بدل منه التحليل)
5-هل يجوز له إكمال عقده الحالي أو تجديده في حالة أنه لا يتوجب عليه التحليل مرة أخرى؟
ولكم جزيل الشكر

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: هذا العمل محرم وهؤلاء الأشخاص من المتعاونين على الإثم والعدوان وقد يترتب على مثل هذا التحايل والغش آثار سيئة على المجتمع.
ويلزمهم التوبة والاستغفار والاعتذار عن كل ما بدر منهم وتصحيح الأمر بإشعار الكفيل والجهة المسئولة ولو ترتب على ذلك رجوعه إلى بلده.
وثانياً: الحج والعمرة صحيحان ولا أثر لما فعله على حجه وعمرته فهو آثم بفعله أما حجه وعمرته فيجزأنه عن حج الإسلام وعمرة الإسلام الواجبة وأمر القبول إلى الله، أسأل الله أن يتقبل منَّا ومنّه.
وثالثاً: المال الذي اكتسبه محل شبهة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِى الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِى الْحَرَامِ). رواه مسلم.
ولعله إذا صدق في توبته وأكثر من الاستغفار والعمل الصالح يكفيه ذلك لكن لا بد من المبادرة بتصحيح وضعه وألا يكتسب وهو متلبس بفعله.
رابعاً: إذا طلب منه التحليل مرة ثانية فعليه أن يكون صادقاً وأن يجري التحليل بنفسه وإن أدخل شخصاً آخر فمعنى ذلك أنه غير صادق في توبته وما يكتسبه بعد ذلك فهو حرام لأنه بني على أمر محرم.
وخامساً: سبق أن أشرت إلى أنه يجب عليه أن يصحح وضعه ويشعر كفيله والجهة المسئولة ويعيد التحليل وإذا وافقوا على ذلك فلا شيء عليه ويكمل عقده وإن تيسر له تجديده فلا حرج لكن بعد أن يجري الكشف على نفسه.
وفقك الله لطيب المطعم ورزقنا وإياك الصدق في الأقوال والأعمال، وصلى الله على نبينا محمد.