السؤال رقم (3832) : لدي قريب يقول أنه لا توجد فاحشة إلا ووقع فيها وطلب مني أن أستفتي أحد المشايخ هل له من توبة…؟

نص الفتوى:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. فضيلة الشيخ حفظه الله ورعاه ونفع بعلمه ونشهد الله أننا نحبك فيه وسؤالي هو: يوجد لدي قريب يقول أنه لا توجد فاحشة إلا ووقع فيها فقد فعل اللواط والزنى والعادة السرية وتأخير الصلاة عن وقتها بالذات صلاة الفجر واغتاب الناس وغيرها من المعاصي وقد جائني ونفسه مكسورة وطلب مني أن أستفتي أحد المشايخ هل له من توبة وهل الله يقبل توبته بعد كل هذه الفواحش وإذا كان له توبة فماذا يجب عليه أن يفعل وكيف يسير على الطريق المستقيم كي ينجوا ويسلم من عذاب الله ويسعد في حياته الدنيا حيث أنه أخبرني أن كل أموره الدنيوية متعثرة وما طرق بابا إلا ووجده مسدودا وفي صدره هم وغم لا يعلمه إلا الله، هذا ونسأل الله لكم فضيلة الشيخ التوفيق والسداد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالله جل وعلا يقبل توبة التائبين مهما كانت ذنوبهم فليس هناك ذنب أعظم من الشرك ومع ذلك يقبل توبة صاحبه قال تعالى: [إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاب]، فمن كرم الله ولطفه أنه يبدل السيئات حسنات إذا علم صدق توبة العبد وهو الذي فتح لهم هذا الباب قال تعالى: [قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ]، وهو القائل [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ…]، وهو القائل في الحديث القدسي: (يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي) رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.
فعلى قريبك أن يصدق في توبته ويكثر من العمل الصالح وما كان من الذنوب بينه وبين الله فيكفي فيه التوبة، وما كان من حقوق الخلق فعليه أن يتخلص منها.
رزقنا الله وإياكم التوبة النصوح وغفر لنا ولكم، وصلى الله على نبينا محمد.