السؤال رقم (3829) : والدتي مصابة بمرض الخرف هل دعائها عليَّ مستجاب أفيدوني ومن أحق بخدمتها… وأيهما أفضل حفظ القران أم بر الوالدين؟
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته….. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
لي والدة عمرها ستة وسبعون عاما مصابة بمرض الخرف بشدة لا تعي الأمور وهي مشلولة كليا إلا رأسها أحضرت لها خادمة لكي تقوم على رعايتها وهي تقيم في بيتها ويسكن عندها أخي الأصغر تريد منا أن تخرج للزيارة يوميا ولا نستطيع حملها بسبب الشلل فهي ثقيلة جدا وتدعو علينا عندما تكون في حالات فقدان العقل الشديد لأنها بالأصل حنونة جدا وتدعو لي خصيصا أنا.
وإذا أحضرتها عندي للمنزل تريد أن تعود لمنزلها بعد يومين وتبكي تريد أن تعود لمنزلها وهكذا الأمر دائما من فترة لم أحضرها عندي وأمس قامت بالدعاء عليَّ ولا أدري ماذا أفعل لا أحد يستطيع حملها وأنا مصاب بدسك بفقرات ظهري وأنا أدفع أجرة الخادمة ومعظم العلاج هل دعائها عليَّ مستجاب أفيدوني ومن أحق بخدمتها زوجة أخي أم أختي الأرملة التي ليس عندها سوا شاب وفتاة كبيرة وأعيد القول بأن أمي مصابة بمرض الخرف وأيهما أفضل حفظ القران أم بر الوالدين بالعموم؟
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأحرص بارك الله فيك على بر والدتك بقدر ما تستطيع واحذر من التقصير في حقها ولا سيما مع ظروفها فالله جل وعلا يقول: [وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً]، ويقول تعالى: [وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً…]، وقال صلى الله عليه وسلم: (رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه: قيل من يا رسول الله؟ قال: (من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أوكليهما فلم يدخل الجنة) رواه مسلم.
وبر الوالدين من أوجب الواجبات وهو مقدم على جميع الأعمال باستثناء الفرائض من الصلاة والصيام والحج وغيرها وهذه لا تتعارض معه ولكن مع ذلك لا يجوز لك أن تلحق الضرر بنفسك فإن تيسر أن تجتمع مع إخوتك وأخواتك وتحضروا لها خادمة تقوم على شؤونها فإن لم تكف فيمكن إحضار زوجها معها ويقومون على خدمة والدتك وحملها وتنزيلها وإيصالها للمكان الذي ترغب في حدود ما يمكن من غير مشقة على أحد وأما الأحق بخدمتها فالجميع مسؤولون عن ذلك فكل عليه مسؤولية وأما زوجة أخيك فليست مسؤولة عن أمك إلا إذا أمرها أخوك فمن باب طاعته يلزمها أن تقوم على شؤون أمك بشرط ألا يكون عليها ضرر وألا يترتب على ذلك ضياع حقوقها أو حقوق أولادها ولكن أختك هي الأولى بخدمتها في ظل ظروفكم الحالية، فاطلبوا منها ذلك ولو أن تفرضوا لها مرتباً مقابل خدمتها فأنتم على خير وأما سؤالك عن حفظ القرآن وبر الوالدين أيهما أولى فليس بينهما تعارض فاجعل وقتاً لحفظ القرآن وهذا لا يمنعك من بر والديك لكن لو لم يمكن إلا أحدهما فبر الوالدين واجب وحفظ القرآن مستحب وفرق بين الواجب والمستحب.
وفقك الله لبر والديك وأعانك على ذلك وشرح الله صدرك لمعالجة وضع والدتك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.