السؤال رقم (3823) : فضيلة الشيخ بماذا تنصحون المتشاحنين الذين أدركهما رمضان ولا زالا متقاطعين؟

نص السؤال: فضيلة الشيخ بماذا تنصحون المتشاحنين الذين أدركهما رمضان ولا زالا متقاطعين؟

الرد على الفتوى

الجواب:
أنصح هؤلاء وغيرهم بسلامة الصدر ومحبة الخير للآخرين فقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) رواه البخاري ومسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) رواه البخاري ومسلم.
والله جل وعلا يقول عن المؤمنين: [وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا].
ويقول تعالى: [وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمْ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلع رجل من الأنصار فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضا فطلع ذلك الرجل فتبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فبات عنده ثلاث ليال فلم يره يقوم من الليل غير أنه إذا انقلب على فراشه ذكر الله وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر فيسبغ الوضوء قال عبد الله غير أني لا أسمعه يقول إلا خيرا فأخبره بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله ما الذي بلغ به ذلك ، فقال : ما هو إلا ما رأيت قال فلما وليت دعاني فقال ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي غلا لأحد من المسلمين ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه فقال عبد الله هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق ) رواه أحمد والنسائي

وهذا الشهر الكريم فرصة لغسل القلوب من الشحناء والبغضاء فعلى كل من كان بينه وبين أخيه شيء أن يبادر إلى العفو والصفح وطلب المسامحة فمن يدري من يكمل منا هذا الشهر ومن لا يكمله ويكفي المتشاحنين أن يعلما أن عملهما موقوف حتى يصطلحا ومن هو الذي يرضى بأن يوقف عمله وهو يجتهد في هذا الشهر الكريم لتخليص نفسه وطلب مرضاة ربه، أسأل الله ألا يجعل لأحد علينا طريقاً في حق وألا يجعل في قلوبنا على أحد شيئاً وأن يجعلها سليمة نقية وأن يغفر لكل مسلم له حق علينا وأن يرضيه عنا حتى يرضى.