السؤال رقم (3822) : عدة أسئلة: ما حكم من يتخذ القرآن مزامير… وما دليل حب معاوية بن أبي سفيان لأهل البيت عليهم السلام… ما حكم من يبني الكنائس في أرض العرب…؟ ما حكم إباحة الاختلاط والزنى و…
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بسم الله الرحمن الرحيم، أحب أشكركم على الموقع الرائع واسأل الله بأن يرزقكم الإخلاص والعمل الصالح
السؤال الأول : ما حكم من يتخذ القرآن مزامير ؟
السؤال الثاني: وما دليل حب معاوية بن أبي سفيان لأهل البيت عليهم السلام ؟ لأن الرسول عليه السلام قال : \”الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة\”.
وقال أيضاً : \”من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني\” ويعني الحسن والحسين.
السؤال الثالث : ما حكم من يبني الكنائس في أرض العرب ؟
السؤال الرابع: ما حكم الحاكم الذي يبيح الاختلاط والزنى والدعارة والخمر والموسيقى ؟
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أ_ قراءة القرآن بالألحان المطربة لا يجوز فإذا كان القارئ يرجع كترجيع الغناء حرم عليه ذلك لأنه يخرج التلاوة عن وضعها الصحيح، ويستدل على منع ذلك بحديث عابس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بادروا بالموت ستاً وذكر منها ونشئاً يتخذون القرآن مزامير) رواه أحمد في مسنده (3/494).
قال النووي رحمه الله (الصحيح أن الإفراط على الوجه المذكور ـ يشير إلى لحون أهل الفسق ـ حرام يفسق به القارئ ويأثم به المستمع) انتهى كلامه.
ومن أمثلة ذلك ما يذكره أهل التجويد مما يسمى بالترقيص والتحزين والتوعيد والتحريف وغيرها.
ب_ كل دين غير دين الإسلام فهو كفر وضلال فلا يجوز أن يعبد الله إلا بما شرع والإسلام هو خاتمة الشرائع وهو عام للثقلين الإنس والجن وهو ناسخ لجميع الشرائع قبله قال تعالى: [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً] وقال تعالى: [وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ] وعلى ذلك فلا يجوز بناء المعابد والكنائس في جزيرة العرب لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يجتمع دينان في جزيرة العرب) رواه أحمد وغيره.
وجزيرة العرب حرم الإسلام وقاعدته فلا يوجد فيها إلا دين الإسلام ولا يكون فيها إلا قبلة واحدة هي البيت العتيق وهذا ما قامت عليه بلادنا ولله الحمد حيث حافظت على طهارتها من الكنائس والمعابد ومنع نظامها بناء شيء منها فلله الحمد والمنة وأسأل الله أن يثبتنا على طاعته وأن يحفظ بلادنا من كيد الكائدين وعدوان المعتدين.
ج_ الاختلاط والزنى والخمر والموسيقى كلها محرمة ومن يسن أنظمة لإباحتها فهو معارض للقرآن محاد لله ورسوله لأنه يبيح أشياء معلوم من الدين بالضرورة حرمتها فالله جلا وعلا يقول: [وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً]، ويقول تعالى [إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ].
فعلى من يريد لنفسه النجاة يوم القيامة أن يسير على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتعرض لإباحة محرم أو تحريم مباح فهذا من أخطر الذنوب وأشدها قال تعالى: [قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ].
د_ مذهب أهل السنة والجماعة في الصحابة أنهم يحبونهم ويترضون عنهم جميعاً ويعرضون عن الخوض فيما حدث بينهم ويكفي في أمر معاوية رضي الله عنه وأمر الحسن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ) رواه البخاري.
وقد حقن الله دماء المسلمين بسبب هذا الصلح فرضي الله عن معاوية بن أبي سفيان فقد كان أحد كتاب الوحي وأحد الخلفاء الذين تحقق على أيديهم للمسلمين الخير الكثير ورضي الله عن الحسن والحسين وأبيهما علي وعن لصحابة أجمعين وجمعنا بهم في دار كرامته.
وفق الله الجميع لكل خير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.