الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهل الفترة هم الأمم الكائنة بين أزمنة الرسل الذين لم يرسل إليهم الأول ولا أدركوا الثاني، كالأعراب الذين لم يرسل إليهم عيسى ولا لحقوا النبي صلى الله عليه وسلم، والفترة بهذا التفسير تشمل ما بين كل رسولين، والفقهاء إذا تكلموا عن أهل الفترة فإنما يعنون بذلك ما بين عيسى عليه السلام ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما والدي النبي صلى الله عليه وسلم فقد بلغتهما الحجة لقول النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأل عن والد النبي صلى الله عليه وسلم هل هو من أهل النار أم لا، فقال: (إن أبي وأباك في النار)(رواه مسلم). وهذا يدل على بلوغ الحجة لهما ولمن كان في وقتهما ممن كانوا على ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ولقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم استأذن ربه أن يستغفر لأمه فنهاه عن ذلك، ولكنه أذن له في زيارة قبرها.
وأما ما استدل به العلماء على أن هناك أهل فترة فمنه قوله تعالى: [وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً] سورة الإسراء. فمن كمال عدل الله أنه لا يعذب أحداً لم يبعث إليه رسولاً، بل لا بد من قيام الحجة وإلا أصبح من أهل الفترة الذين يمتحنون يوم القيامة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.