السؤال رقم (3790) : هل هذه صفات صحيحة يعرف بها العائن والحاسد؟
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..ذكر بعض أهل العلم هذا، هذه تكون صفات يعرف بها العائن والحاسد ويستندون إلى أقوال بعض أهل العلم.
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:(الحسد مرض من أمراض النفس وهو مرض غالب فلا يخلص منه إلا القليل من الناس ولهذا يقال: ما خلا جسد من حسد، لكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه)(أمراض القلوب وشفاؤها، ص21).
* قال السمرقندي في كتاب تنبيه الغافلين:(ليس شيء من الشر أضر من الحسد لأنه يصل إلى الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل إلى المحسود مكروه: (غم لا ينقطع ـ مصيبة لا يؤجر عليها ـ مذمة لا يحمد بها ـ يسخط عليه الرب ـ تغلق عليه أبواب التوفيق)(تنبيه الغافلين، ص111).
معرفة العائن أو الحاسد بعلامات مميزة:
1ـ تراه لا يبرك غالباً حال رؤيته ما يعجبه، سواء كان الأمر متعلقا بأشخاص أو أمور عينية، كالدار والدابة والمركوب ونحوه0
2ـ تراه كثير التضجر والشكوى من قدر الله، وقلما يحدث بنعم الله سبحانه وتعالى عليه0
3ـ تراه قليل الذكر، كثير الكلام في المال، منهمكا ومتكالبا على الدنيا وحطامها0
4ـ تراه يركز بعينيه تركيزا ثابتا قد يصل لدرجة الذهول، خاصة على ما يعجبه في المال والأهل ونحوه0
5ـ تراه عابس الوجه، يغلب على ملامحه الكآبة وصفرة الوجه أو اسوداده، دائم الحزن كثير الفضول والتطفل0 نرجو الرد.. نفع الله بكم الإسلام والمسلمين.. هل معرفة العائن أو الحاسد بهذه العلامات صحيح؟
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالحسد مرض خبيث فتاك، وهو يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، وصاحبه من مرضى القلوب، ومعلوم
أن الحسد له درجات، وتختلف باختلاف ما في قلب الحاسد، وهذه الأمور التي ذكرتها في سؤالك ربما
يظهر غالبها على الحاسد، وخاصة من يكون مشتهراً عنه ذلك، لكنها ظنية وليس هناك شيء يقيني.
وأنصحكم بعدم ذكر ذلك للناس لئلا يتسبب ذلك في التشخيص الخاطئ، فكثير من الناس يطبق بعض الأمور على نفسه وهي لا تنطبق عليه ثم يدخل في دائرة الوساوس والأوهام التي لا تنتهي، لكن هذه الأمور قد يستعين بها بعض الرقاة الموثوقين من غير إعلان ذلك للناس. عافانا الله وإياكم من مرض الحسد.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.