السؤال رقم (3768) : ما المقصود بقول النبي صلى الله عليه وسلم (إنكن لصواحب يوسف)؟

نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. قال الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجاته عند مرضه (إنكن لصواحب يوسف) فما المقصود بذلك؟ جزاكم الله خيراً. السائلة: نسرين

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذا اللفظ جاء في حديث مروي في الصحيحين ومناسبته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرض موته (مروا أبا بكر فليصل بالناس قلنا يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف تعني رقيق ومتى ما يقوم مقامك يبكي فلا يستطيع فلو أمرت عمر فصلى بالناس فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحبات يوسف قالت فأرسلنا إلى أبي بكر فصلى بالناس..)(رواه ابن ماجة وغيره، وصححه الألباني في سنن ابن ماجة 1/389 رقم1232).
والقائل له هو عائشة رضي الله عنها، وقيل: حفصة بنت عمر بأمر عائشة، ولذلك قال لهن: إنكن صواحب يوسف، أي مثلهن في إظهار خلاف الباطن.
ووجه المشابهة في ذلك أن امرأة العزيز استدعت النسوة وأظهرت لهن الإكرام بالضيافة، ومرادها زيادة على ذلك أن ينظرن إلى حسن يوسف ويعذرنها في محبته، وأن عائشة رضي الله عنها أظهرت أن سبب إرادتها صرف الإمامة عن أبيها لكونه لا يسمع المأمومين القراءة لبكائه، ومرادها زيادة على ذلك هو ألا يتشائم الناس به، وقد صرحت رضي الله عنها فيما بعد بذلك، فقالت: لقد راجعته وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلاً قام مقامه أبداً، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.