السؤال رقم (3708) : حول ذم السلف للقصاصين.. ؟
نص الفتوى:
بسم الله الرحمن الرحيم،،، فضيلة الشيخ عبد الله الطيار،،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد حفظكم الله وسدد خطاكم؛ فقد اطَّلعت على كتاب (القصاص والمذكرين) لابن الجوزي رحمه الله تعالى، وكتبٍ لغيره في هذا الموضوع، وأحب أن أذكر لكم مسائل وأرجو منكم تجليتها:
هل ذمُّ السلفِ رحمهم الله للقصاص منسحب على كل من عقد مجلسا في القصص، أم مقصور على من كذَب وأشغل الناس بالغرائب؟ أم يقصدون بذلك من تصدَّر لتذكير الناس وليس من أهل العلم؟ وما حكم ما يفعله بعض التائبين في كثير من الاستراحات حيث يقصون للناس بعض ذنوبهم القديمة بقصد العظة والعبرة؟
الرد على الفتوى
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالغالب أن ذم السلف ينصب على من يعقدون المجالس من أجل القصص الباطلة أو الغريبة، وأيضاً مرتبط بمن يشغلون الناس عن العلم الشرعي الصحيح، وهناك قصص حق وقصص باطل والقصص الحق كثيرة وواردة في الكتاب والسنة وفيها خير عظيم، والعلماء يستفيدون منها لتذكير الناس ووعظهم، ولا حرج فيمن حدث الناس بتلك القصص، أما الذين يوردون قصصاً باطلة أو غريبة تخالف العقل والنقل فهذا هو المذموم.
وما يفعله بعض التائبين من إيراد ما حدث معهم قبل توبتهم لتذكير الناس ووعظهم بخطر البعد عن الله والوقوع في الذنوب فهذا لا حرج فيه، لكن لا ينبغي لهم أن يذكروا أنفسهم أو يسموا غيرهم وإنما يقول أعرف شخصاً أو وقفت على حالة شخص وهكذا لأنه من باب التذكير الذي أمر الله به في كثير من آيات القرآن لقوله تعالى: [وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ](الذاريات الآية55)، ويمكن لبعض الدعاة أن يسرد تلك القصص عنهم من غير تسمية أحد بعينه تذكيراً للناس ووعظاً لهم، وهذا أفضل حفظاً لسمعة هؤلاء الأشخاص التائبين.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.