السؤال رقم (3704) : هل لو توفاني الله وتم برمجة الرسيفر بعد موتي لجميع القنوات أتحمل الوزر؟

نص الفتوى:
أحضرت رسيفر لبيتي فيه قنوات وحذفت القنوات الهابطة فهل لو مت وتم برمجة الرسيفر بعد موتي لجميع القنوات أتحمل الوزر؟

الرد على الفتوى

الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأعلم أخي الكريم وفقنا الله وإياك لطاعته أن الفضائيات في زماننا الحالي لها خطورتها على المعتقدات والأخلاق وفيها شر عظيم وفساد كبير، والقليل منها الذي يدعو إلى الخير ويوجه الناس إليه، وإذا كانت تلك القنوات التي تشاهدها أنت وأهلك هادفة وجادة وتعلم الخير وتحث عليه وليست فيها مخالفات شرعية كظهور النساء وسماع الموسيقى والألحان واختلاط الرجال بالنساء وعرض قصص الحب والغرام ووجود الكذب والغيبة والنميمة وغير ذلك من المحذورات فلا حرج في ذلك. أما إذا كانت تحتوي على تلك المخالفات وغيرها فلا يجوز لك أن تشاهدها ولا أن تبقيها في بيتك لقول الله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ](التحريم الآية 6)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهْوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ..)(رواه البخاري ومسلم). وأخشى أن ينالك الوعيد الوارد في ذلك إذا أنت مت وتركت تلك القنوات في بيتك قال صلى الله عليه وسلم (مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)(رواه البخاري ومسلم، واللفظ له)، فاتق الله وانظر لحالك وأنت واقف بين يدي الله تعالى وأهلك وأولادك يمسكون بحجزك ويقولون هذا الذي ضيعنا وأوردنا المهالك، واجعل أمام ناظريك قول الله تعالى: [يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ](آل عمران:الآية30). أسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لكل خير، وأن يجنبنا مساخطه، وأن يأخذ بأيدينا لكل ما يحب ويرضى، وصلى الهآ وسلم على نبينا محمد.