السؤال رقم (3703) : أشعر بنقص في التزامي، فدلني على علاج لإصلاح قلبي وغفلتي؟

نص الفتوى:
أشعر بأني في تناقص مستمر وأنا الآن أقل التزاماً من قبل ولا أعرف كيف استطيع أن أتغلب على نفسي قبل شيطاني وأن أعود أفضل مما كنت فدلني على علاج القلب وعلاج الغفلة جزاكم الله خيرا مع العلم بأني أعمل ما يقرب من 14 ساعة يوميا.

الرد على الفتوى

الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فاعلم أخي الكريم وفقنا الله وإياك لطاعته أن القسوة والغفلة التي تعتريك لا تتأتي إلا بسبب البعد عن الله تعالى والتقصير في جنبه، وصدق الله العظيم إذ يقول: [وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً](طه: الآية124)، وقال تعالى: [وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ](الزخرف الآية36).
والعبد الكيس هو الذي يحرص على ما يقربه من ربه ومولاه، ويبذل في ذلك الغالي والنفيس لعلمه أن الدنيا دار عمل وزوال، والآخرة دار حساب وجزاء ومقام، وصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم حين قال: (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني)(رواه الترمذي، وابن ماجة، وضعفه الألباني في المشكاة ج3 رقم5289)، فإذا علمت أن عمرك أيامه معدودة، وأنفاسك محسوبة، وأنك قادم على رب حكم عدل لا تُظلم عنده نفس مثقال ذرة كان جديراً بك أن تحرص على التزود للدار الآخرة وأن تنجو بنفسك قبل فوات الأوان، وأوصيك أخي الكريم باستغلال وقتك بسماع الدروس والمواعظ والأشرطة النافعة أثناء وقت دوامك بالعمل، وإن كان يصعب عليك ذلك فأكثر من ذكر الله تعالى فليس هناك عمل يفضل عن ذكر الله كما قال صلى الله عليه وسلم (ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا بلى قال ذكر الله تعالى) (رواه مالك، وأحمد، والترمذي، والحاكم، وصححه الألباني في المشكاة ج2 رقم2269). وفقنا الله وإياك لكل خير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.