السؤال رقم (3669) : هل هذا الحديث ينطبق عليَّ وعلى من هم على شاكلتي؟
نص الفتوى: سؤالي بعد تكرمكم وهو حول حديث النبي صلى الله عليه وسلم ـ لا أذكر نصه ـ وهو حول أن الشخص الذي يأتي يوم القيامة بحسنات كجبال تهامة خالصة لوجه الله ثم يجعلها ربي هباءً منثورا وذلك لأنه كان إذا اختلي بنفسه انتهك حرمات الله والسؤال لسعادتكم وهو ومن منَّا يعصي الله أمام الناس؟ فالكل يود أن يظهر أمام الله وأمام الناس بمظهر التقي ومظهر الخير ولكن قد تغلبه شهوته أو يغلب جانب الشر جانب الخير فيأتي المعاصي فهل تعتقدون أنه سيأتيها جهارا أمام الناس أم سيختلي بنفسه وهو يعلم أنه سينتهك حرمة من حرمات الله ولكنه يندم ويستغفر بعد المقارفة للذنب ويخرج من خلوته أمام الناس بثوب الورع وهكذا فأغلب المعاصي تنتهك في الخلوات ويندر من يجاهر بها. فأنا على سبيل المثال عندما أعصي ربي لا أفعل ذلك إلا حينما أكون وحدي بعيدا عن زوجتي وأبنائي حياءً منهم لأنني أعلم أنني سأعصي الله فهل هذا الحديث ينطبق عليَّ وعلى من هم في شاكلتي؟ أسأل الله أن يجمعني وإياكم وأهلينا ووالدينا ولمن له حق علينا في مستقر رحمته.
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فالمراد بهذا الصنف من الناس في هذا الحديث الذي رواه ابن ماجة وصححه الألباني وغيره (لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا)، هم من يتظاهرون بالصلاح ويبتعدون عن المعصية مراعاة لنظر الناس إليهم، وبمجرد ما يخلون بأنفسهم ويغيبون عن أعينهم فسرعان ما ينتهكون حرمات الله تعالى متعمدون، وقد يعلنون ذلك لمن هم على شاكلتهم، فهؤلاء وأمثالهم ـ والعياذ بالله ـ قد جعلوا الله سبحانه وتعالى أهون الناظرين إليهم، فلم يراقبوه، ولم يخشوه، وهؤلاء هم من ينطبق عليهم هذا الحديث.
أما من يجاهد نفسه على ترك المعاصي، ولكنه في بعض الأحيان يضعف أمام قوة شهوته ونفسه وشيطانه من غير مداومة على مواقعة تلك المحرمات ولا إصرار عليها، بل سرعان ما يندم ويتوب، فيرجى ألا يكون داخلاً في هذا الوعيد.
وفقك الله لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.