السؤال رقم (3665) : هل أرتدي النقاب طاعة لربي أم أستجيب لأمر والدي بعدم ارتدائه؟
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، جزاكم الله خيرا.. ووفقكم لما يحب ويرضي.. الموضوع في البداية أنني بدأت الالتزام منذ فترة والحمد لله قد تغيرت حياتي للأفضل وصار همي رضا الله ورسوله .. وكان من الطبيعي أن أبدأ في التفكير في النقاب .. وصار هذا الموضوع يأخذ كل تفكيري .. وكيف أن لهذا اللباس تأثير إيجابي علي حياة المرأة المسلمة.. وأنه سبحان الله حصناً سخّره الله لنا ليحفظنا.. لكن أبي قام بتوظيفي في شركة يعرف صاحبها حتى أنهي دراستي فأنا أعمل وأدرس في نفس الوقت وكان لذلك تأثيراً سلبياً على دراستي .. فأردت أن أترك العمل وأرتدي النقاب وأتبع خطوات أمة المؤمنين حتى ألقاهم في الجنة إن شاء الله ورحم. وكان أبي يخيرني بينه وبين النقاب .. قال ما دمتِ في بيتي فلا نقاب .. وإن ابنتي ماتت .. وكأن ليس لي ابنة حتى أن أموت .. فحاولت إقناعه فرفض .. وقال لابد من تنفيذ أمري وإلا فليس لك أب وأنا قادر على مقاطعتك حتى الممات، وهكذا خيرني أبي بينه وبين العمل والنقاب، فوضع أمر الله في كفة ورأيه في كفة أخرى.. فرَق قلبي لحال أبي .. فذهبت للعمل بدون النقاب وقد كنت نويت أن أرتديه هذا اليوم. الآن لا أعلم ماذا أفعل .. هل أرتديه ويقاطعني! أم ماذا! أرجو الرد..والسلام عليكم ورحمة الله..
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأوصيك أختي الكريمة بعد تقوى الله بالصبر والحرص على برِّ والدك، مع الاجتهاد في نيل مرضاته، وبذل الأسباب في إقناعه بفرضية الحجاب سواء كان عن طريق بيان فضل الحجاب، وأثره على حفظ كرامة المرأة، وأن الخير في ارتدائه، وإخباره بأن الله تعالى أمر أمهات المؤمنين بارتداء الحجاب كما في قوله تعالى: [يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً](الأحزاب الآية59). أو عن طريق إسماعه شريطاً لأحد العلماء الموثوقين الذين يحب السماع لهم، أو إدخال أحد الأقارب المعروف عنهم الاستقامة على دين الله من أجل إقناعه بذلك.
ووصيتي لكِ أيضاً بكثرة الإحسان إليه، والدعاء له بالهداية والصلاح بأن يفتح الله على قلبه بالموافقة على ارتداءك الحجاب الشرعي، وابشري مادمتِ صادقة مع الله، فإن الله تعالى لن يضيعك أبداً، وسوف يكون نعم العون لكِ في هذا الأمر، أسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياكِ على الحق، وأن يفتح على قلب والدك بالموافقة على هذا الأمر، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.