السؤال رقم (3652) : أريد أن أعرف هل هو مذنب أو لا، والله تعالى راح يحاسبه أو لا ؟

نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أتمنى من اللي يفتح رسالتي يأخذ عبرة و يدعو لي بالمغفرة أنا فتاة مررت بقصة جدا حزينة ومؤسفة أنا يتيمة من صغري الله نعمني بإخوة الحمد الله عليهم وربي ما يحرمني منهم بس في فترات الطيش حسيت بالفراغ العاطفي وكنت محتاجة لحب لجأت وحبيت رجل أكبر مني بعشرين سنة كذب عليا وصدقته لحين يوم طلب مني أن أزني معه رفضت بس أصر ورفضت وقلت له ما يصير الزنا شرك وحرام بس ما رد عليَّ هددني بقطع علاقته فيني خفت كنت واهمة نفسي أني محتاجة لحبه وأنه ناوي يتزوجني وعادي نتوب بعدين ومع إصراره وتهديده مع مرور الوقت قبلت واستمريت معه حوالي سنتين وبعدها رد لي عقلي وتبت وصرت أرفض تغيرت معاملته بس ما قطعها وكان أحيانا يرد للموضوع بس أرفض كنت وقتها عاهدت الله ما أرجع بس رجعت وزنيت مرتين وبعدها تبت وقررت ما أرد له وبعدها ما لحظت عليه تغير أو شيء بعد فترة عرفت أنه يلجأ لغيري في هذه الأشياء ويكلم غيري حسيت بالندم قطعت علاقتي فيه بعد فترة رد لي وقال أنه اشتاق لي ويريد يرجع لنفس العلاقة معي رفضت تقبل رفضي وبعد كذا سمعت أنه تزوج زعلت كثيراً لين قريب مُتت فهمت لحظتها أنه ما كان طوال الأربع سنين ليس مستعد مادياً للزواج بس مكفي حاله فيني وليس ناوي يتزوجني وكذب عليَّ، وأنه بس نوى يحب ويستر حاله تزوج تعبت نفسيا كثيراً بس حالياً تماسكت ودعيت عليه أدري ليس من حقي بس الله الشاهد ما خليته يقرب مني إلا غصب وخوف واحتياج كنت محتاجة لحد يحبني وبعدما وعدني بالزواج الحين الله يوفقكم ويجزاكم الخير لا تردوني أنا أدري أني مذنبة بس أبي أعرف وهو مذنب أو لا الله راح يحاسبه أو لا أدري أني مغفلة والقانون لا يحمي المغفلين بس الله ما يرضى بالظلم هل أنا مظلومة أو ظالمة وأنا يشهد الله أني تبت من قلبي كانت الصدمة أكبر مني يا إخوان الخير.. أفيدوني يجزاكم الله خير والسلام عليكم.

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه المأساة تقطع نياط القلب ولا أدري كيف تضعفين أمام هذا الذئب المعتدي على أعراض المسلمين وأحمد الله أنكِ صدقتِ في توبتك من هذا الذئب العظيم، وأبشرك بقول الله تعالى: [قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ](الزمر الآية53). وقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة تبارك وتعالى أنه قال: (يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي…) (رواه مسلم).
وأوصيك بالحرص على الصحبة الصالحة التي تعينك على الخير، واحرصي على طاعة الله تعالى والبعد عن معاصيه وأكثري من الذكر والاستغفار وسائر الأعمال الصالحة.
وأما بالنسبة لهذا الشخص الذي أساء لنفسه ولكِ ولمجتمعه فلن يفلت من عقاب الله تعالى حتى لو أفلت في الدنيا من العقاب الشرعي المستحق عليه، ورب العالمين يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وليعلم هذا الشخص وأمثاله أن الله له بالمرصاد، وأن عاقبته ستكون وخيمة في الدنيا قبل الآخرة، وأقول له كما تدين تدان، وكما فعلت ذلك في أعراض الناس فقد يبتليك الله في أقرب الناس إليك، وعذاب الآخرة أشد وأبقى.
أسأل الله أن يتوب علينا وعليك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.