السؤال رقم (3642) : هل يسامحه الله على ظلمه لي إذا عفوت عنه؟

نص الفتوى: السلام عليكم ورحمه الله … السؤال هو: إذا أنت مظلوم من أحد من أقربائك وأكل حقك ولكن أنت من داخلك منقهر منه وليس راضي على اللي سواه فيك ولكن مجبور تكلمه وتعزمه وترحب فيه وبعياله إذا جاء بيتك لأني لو تكلمت بتصير عداوة ليوم القيامة لأنهم ناس ما تخاف الله وأنا عشان صله الرحم اللي بينا ساكتة وموكله أمري لله ولكن لست مسامحته من قلبي على أكله حقي
بس أعامله بالحسنى وبس، السؤال: إذا بغى يروح الحج أو العمرة واستسمح مني إذا قلت له وهو من وراء قلبي مسموح لأني لو ما قلت يحقد عليَّ وبيتقاطع .. هل الله يسامحه على اللي سواه معاي وإلا أنا عليَّ الغلط والله محتارة بها الموضوع أتمنى أحصل إجابة شافية.

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلمي أختي الكريمة أن صلة الرحم واجبة شرعاً لما ورد فيها من الأدلة الشرعية الكثيرة التي تحث عليها وتأمر بها وتحذر من قطعها، وأنتِ على خير ما دمتِ تصلين قرابتكِ على الرغم من ظلمهم لكِ، وقد قال صلى الله عليه وسلم للرجل الذي جاء يخبره أنه يصل رحمه ويقطعونها، ويحسن إليهم ويسيئون إليه، ويحلم عليهم ويجهلون عليه:(لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)(رواه مسلم).
ومن الخير لكِ أن تعفي عمن ظلمكِ ابتغاء وجه الله تعالى ما دام أنه ذاهب إلى طاعة، فإذا عفوتِ عنه رُفع عنه مظلمتكِ وكُتب لكِ أجر العفو، وأعظم الأجر للعافين عن الناس هو دخول جنات النعيم، كما وعد بذلك رب العزة جل وعلا بقوله { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}(آل عمران: 133، 134)، فأبشري ما دمتِ حريصة على صلة رحمكِ، وأبشري ما دمتِ عفوتِ عمن ظلمكِ، فالدنيا مهما طالت فهي إلى زوال، والآخرة هي دار البقاء والقرار، والجنة هي أغلى أمنية يرجوها كل مسلم ومسلمة.
أسأل الله تعالى أن يمن علينا وعليكم بالجنة، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا، وأن يختم لنا بخير إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.