السؤال رقم (3640) : هل يعد ما فعلته كفراً؟ وماذا عليَّ أن أفعل ؟
نص الفتوى: السلام عليكم.. يا شيخ أنا فتاة ملتزمة ولله الحمد ولكن سبق مني في أيام الدراسة الجامعية مسائل في الاعتكاف فذكرت الأستاذة حديث عائشة رضي الله تعالى عنها حين ذهبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في المعتكف ومشطت شعره ثم قالت لا بأس أن تذهب المرأة لزوجها في المعتكف وتمشط شعره فقلت بتهكم ـ لإضحاك الطالبات ـ حيث كنت كثيرة الأسئلة بلا حاجة: أستاذة ولماذا تمشط شعره؟ فضحكت الأستاذة والطالبات، وقالت إحدى الطالبات ـ وهي ضاحكة ـ “تدلعه” فقلت ماذا؟ بسخرية أيضاً. فكررت على العبارة فأدرت وجهي مبينة علامات التعجب لا لشيء لمجرد الإضحاك. مضت الأيام ولم أفكر بما جرى وتزوجت وبعد زواجي تذكرت الحادثة واستدركت ذلك وخشيت أن يكون استهزاءً بالدين فشهدت الشهادتين وشهدت على نفسي بالكفر بسبب ذلك وتبت إلى الله تعالى من الاستهزاء. وأنا في قرارة نفسي أشعر أن ما صنعته من التشهد والشهادة على نفسي مجرد وسواس لم أقتنع بذلك أثناء نطقي به.
المسألة الثانية: كنت جالسة أشعر بالضيق فتناولت الحذاء ورميته على أوراق. فقالت أختي: صارخة: الأوراق تحتوي على لفظ الجلالة. فقلت صارخة أيضا: أحسن. وأنا مستدركة لما أقوله وقتها لكني لم أشأ أن أكون في موقف ضعف أمامها وأقطع الكلام وفي تلك الليلة ندمت بسبب ما فعلت وكنت أبكي فجاءتني الوالدة وكانت تلومني بسبب البكاء فنسيت الموضوع بعدها وهذا أيضا كان قبل الزواج. سؤالي: هل يعد ما فعلته كفراً؟ خصوصاً أني في المسألة الأولى لم أتب قبل أن أتزوج. أما في المسألة الأخرى فقد ندمت ثم نسيت الموضوع بعدها.. وماذا عليَّ أفدني فرج الله عنك يا شيخ.
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأوصي الأخت السائلة بترك تلك الوساوس والخطرات ما دامت أنها استشعرت ذنبها وتابت مما وقعت فيه وصدقت في توبتها، وعليها ألا تستسلم لتلك الوساوس لئلا يعود عليها ذلك بالضرر في دينها، والشيطان عدو لعين للإنسان فربما أشغله بشيء حتى ينصرف عن كثير من الخير والعمل الصالح. وأوصيكِ أيضاً بالإكثار من العمل الصالح وقراءة القرآن وذكر الله في كل وقت، وخاصة أذكار الصباح والمساء فإن النفس إذا أشغلتيها بالطاعة وعمل الخير ضعف تسلط الشيطان عليها، وأما إذا قصّرت وفرطّت وأسأتِ فسوف يتسلط عليكِ الشيطان ويوقعك فيما لا تحمد عقباه.
حفظنا الله وإياك من نزغات الشيطان ووساوسه، وأعاننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.