السؤال رقم (3637) : ماذا أفعل في هذا الوسواس الذي ينتابني في هذا التفسير؟.
موضوع الفتوى: ماذا أفعل في هذا الوسواس الذي ينتابني في هذا التفسير؟.
نص الفتوى: السلام عليكم.. يا شيخ وقعت لي شبهة في فهم قول الله تعالى [مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ] الآية. وقد قرأت تفاسير العلماء للآية غير أن وسواساً شديداً يأتيني يقول لي لو كان هناك خالقان متشابهان في خلقهما وأفعالهما وإرادتهما يمكن اجتماعهما على خلق واحد بعكس ما إذا اختلف الخلق والفعل والإرادة. ساعدني يا شيخ فقد ضاقت بي الدنيا. أرجوك عجّل أرجوك.
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: أسأل الله جلت قدرته أن يصرف عنك هذا الوسواس كما صرفه عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم، فقد ورد أن ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه أنهم يجدون في أنفسهم ما يتعاظم أحدهم أن يتكلم به، فقال صلى الله عليه وسلم (وقد وجدتموه؟، قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان) (رواه مسلم).
وثانياً: من أجل أن تقهر هذا الوسواس عليك أولاً أن تلجأ إلى الله بأن يصرفه عنك وإذا قوي جانب يقينك في الله وحسن ظنك وقوة توكلك واستعانتك به فسوف يصرفه عنك بعونه وفضله.
وعليك أيضاً أن تكثر من سماع القرآن الكريم وقراءته ففيه الخير والبركة والشفاء والنور والهدى والفلاح، قال تعالى: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ](يونس الآيتان57، 58)، وقال تعالى:[وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ](الإسراء الآية82)، وقال تعالى: [إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ](الإسراء الآية9).
ويقول صلى الله عليه وسلم (كتاب الله فيه الهدى والنور)(رواه مسلم)، وفي رواية للنسائي (وإني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ومن استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه وتركه كان على الضلالة). فاحرص بارك الله فيك على هذا الأمر، واحرص أيضاً على مجالسة العلماء الربانين فإنهم يبصرونك بأمر دينك ويبينون لك ما أشكل عليك فيه.
وفقك الله لكل خير وأخذ بأيدينا وأيديكم للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.