السؤال رقم (3630) : ما هي الأحرف السبع, وما هي القراءات العشر أريد تفصيل؟
موضوع الفتوى: ما هي الأحرف السبع, وما هي القراءات العشر أريد تفصيل؟
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا أخوكم من الجزائر.. أريد أن أسأل عن في القرآن الكريم: ما هي الأحرف السبع, وما هي القراءات العشر أريد تفصيل؟
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أن القرآن الكريم نزل على حرف واحد أول الأمر ولكن رسول اله صلى الهل عليه وسلم ظل يستزيد جبريل حتى أقرأه على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ، والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ , فَرَاجَعْتُهُ , فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ , فَيَزِيدُنِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ )(رواه البخاري ومسلم).
وقد تعددت الأقوال حول معنى السبعة أوجه، وأحسن الأقوال أنها سبعة أوجه من القراءة تختلف باللفظ، وقد تتفق بالمعنى، وإن اختلفت بالمعنى فاختلافها من باب التنوع والتغاير لا من باب التضاد والتعارض. ودليل ذلك حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَنِيهَا ، فَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمْهَلْتُ حَتَّى انْصَرَفَ ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ، فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”اقْرَأْ “, فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” هَكَذَا أُنْزِلَتْ”، ثُمَّ قَالَ لِي: ” اقْرَأْ ” فَقَرَأْتُ، فَقَالَ:”هَكَذَا أُنْزِلَتْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ )(رواه مسلم).
ومعلوم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عدوي قرشي، وهشام بن حكيم رضي الله عنه أسدي قرشي ولهما لغة واحدة، فلو كان اختلاف الأحرف اختلافاً في اللغات لما اختلف القرشيان.
ومما مّر سابقاً يتبين لنا أن الأحرف نزلت على ألفاظ متعددة كما بينه الحديث السابق لأن إنكار عمر رضي الله عنه وقع على الحروف وليس على المعاني، والخلاف بهذه الحروف ليس للتضاد ولكنه للتنوع، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه (هو بمنزلة قول أحدكم : هلُمَّ أقبل تعال). وأما الحديث عن القراءات العشر فهو يطول، فعليك بمراجعة (كتاب النشر في القراءات العشر لابن الجزري رحمه الله) فهو يحتوي على ما تريد من تفصيل حول هذا الموضوع. وفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.