السؤال رقم (3629) : حكم تقاضي مرتب دون عمل، وحكم تعليم الرجل الحاسب الآلي للنساء؟.

موضوع الفتوى: حكم تقاضي مرتب دون عمل، وحكم تعليم الرجل الحاسب الآلي للنساء؟.

نص الفتوى: بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أنا أخيتكم من ليبيا لي سؤال لمشايخنا الكرام بخصوص مجموعة من المعلمات يعلمن كتاب الله ويتقاضين مرتب مقابل من هيئة الأوقاف بالدولة ويكون المقابل عبارة عن مكافأة مالية شريطة الحضور اليوم ولدى هؤلاء المعلمات ارتباطات أخرى أو وظائف أخرى مرتبطات بها وبعضهن من لها ظروف خاصة كالحمل أو الظروف الاجتماعية التي تؤدي لتغيبهن عن حلقات التحفيظ فما هو حكم المقابل الذي تتقاضاه كل واحدة منهن هل يحق لها أم لا؟ يرجى الإجابة جزاكم الله خيرا وبارك فيكم. السؤال الثاني: تسأل سائلة عن اشتراكها في دورة للحاسوب والقائم بتعليمهم رجل أو معلم مع العلم لا يوجد من يقوم بالدورة بدلا منه فما الحكم من ناحية الشرع جزاكم الله خيرا وبارك فيكم؟

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالواجب على هؤلاء المعلمات أن يلتزمن بعملهن ما دمن يتقاضين راتباً، ولا يحق لهن التأخر عنه إلا من عذر تحدده جهة صرف المال. لقوله تعالى: [إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا](النساء: الآية59). ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك..)(رواه أحمد وأصحاب السنن). وعلى ذلك فلا يجوز لهن أخذ مال زائد عن أيام عملهن إلا إذا سمحت لهن تلك الجهة. وأما قيام الرجل بتعليم النساء، فلا يخلو من أمرين:
الأول: إن كان تعليمهن عبر شبكات الاتصال المغلقة فيجوز ذلك لقول الله تعالى: [وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ](الأحزاب الآية53). مع لزوم الحشمة وعدم الخضوع بالقول والاقتصار على ما يتحقق به الغرض.
والثاني: إن كان تعليمهن دون حائل بحيث يجلس الرجل مع هؤلاء النسوة فلا يجوز إلا في أحوال الضرورة القصوى لما يترتب عليه من مفاسد، كالنظر، واللين في القول، وربما كانت هناك بعض النساء غير متحجبات فتكون الفتنة أعظم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ)(رواه البخاري ومسلم).
وإني أوصي أخواتي أن يبحثن عمن يعلمهن من النساء إن تيسر ذلك، وإلا فالبعد عما يوصل لما حَّرم الله أوجب وألزم. والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.