السؤال رقم (3611) : هل يجوز نشر مثل هذه القصص سواء لحسن أو سوء الخاتمة للعظة والعبرة؟
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله .. شيخي مثل هذه القصص المنتشرة في وسائل الاتصال مثل الواتس أب والتويتر والمنتديات موت صاحبة العباءة … حدثتني إحدى قريباتي نقلاً عن زميلة لها ممن تبرعن بتغسيل الأموات بهذه القصة المحزنة..لهذه المرأة الميتة.. فتقول: إننا استقبلنا ذات مرة جثة امرأة، وعندما هممنا بتغسيلها وجدنا أن كف يدها اليسار ملاصق لكتفها الأيسر، فحاولنا أن نقوم بفرد يدها لنتمكن من تغسيلها ولكن وجدنا في ذلك صعوبة، فحاولنا مرة أخرى ولكن باءت محاولتنا بالفشل، وبعد عدة محاولات تمكنا من فردها – ولكن سبحان الله- بعد الانتهاء من تغسيلها رجعت اليد إلى مكانها السابق (فوق الكتف) فتقول أصبنا بالذهول والخوف، من ذلك المشهد الفظيع، وعلى عجل قمنا بإكمال ما تبقى من عملنا، ثم بعد ذلك أتى دور وضعها في القبر، شاهد أقاربها أن شكل الجثة غريب، فتم الاستفسار منا فأخبرناهم بما حدث، فاضطروا إلى توسيع القبر لكي يتم وضع الميتة به، وبعد دفنها, استفسرنا من أهلها عن السبب فقالوا لم تنكر عليها شيئاً سوى أنها كانت تلبس العباءة على الكتف، نعم تلبس العباءة على الكتف.. وبوجه عام هل يجوز نشر مثل هذه القصص سواء لحسن أو سوء خاتمه للعظة والعبرة وبدون ذكر الأسماء؟ زادكم الله علم ووفقكم لكل خير.
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أمر الله جل وعلا نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بقص القصص للاتعاظ والاعتبار، وقد ورد ذلك في آيات كثيرة منها قوله تعالى: [فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ](التوبة: 175)، وقوله تعالى: [وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ] (الأعراف:175)، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم كثير من القصص الصحيح، كما في حديث (الثلاثة الذين آواهم الغار)، وحديث (الثلاثة: الأبرص والأقرع والأعمى)، وحديث (المرأة التي سقت كلباً)، و(المرأة التي دخلت النار في هرّة)، وغير ذلك من القصص.
وعلى ذلك فلا مانع من ذكر القصص الصحيحة الثابتة للاعتبار والاتعاظ، دون ذكر أصحابها أو أماراتهم التي يُعرفون بها، وخاصة إذا كانت مشتملة على أمور غير حميدة فلا يجوز التشهير بالأشخاص لورود النهي عن ذلك. وأما مثل هذه القصة فيظهر أنها غير صحيحة لما فيها من المبالغة، فلا ينبغي نشرها وأمثالها من القصص التي فيها مبالغات غير مقبولة، وفي القصص الواقعية الثابتة ما يغني عن مثل هذه القصص غير الثابتة.
نسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياكم بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يرزقنا الاتعاظ والاعتبار فيما نسمع ونقرأ. والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.