السؤال رقم (3610) : خفت الحقيقة وحلفت كاذبة أني لا أعرفه، فماذا أفعل ؟
نص الفتوى: أنا بحب شاب وهو المفروض بيحبني بس أنا لما رأتنا أختي كنا نتكلم أنا قلت لها ما كان يكلمني قالت لي تحلفي على المصحف.. أنا رفضت بس هي شدت عليّ..خفت الحقيقة وحلفت إني لا أعرفه بس أنا ضميري بيقتلني.. أرجوكم أفيدوني لطريق الخير ماذا أفعل وشكرا لأن ضميري بيموتني وأنا أول مرة أحلف أشعر أني مخنوقة لأني ندمانه بجد.
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأولاً: أشكر لكِ حرصك على طلب الحق وخوفك على إيمانك، وهذا يدل على تعلقك بربك وحرصك على طلب رضاه وخوفك من عقابه.
ثانياً: الحب بين الرجل والمرأة ينقسم إلى قسمين: حب سوي سليم موافق للشرع، وحب غير سوي مخالف للشرع.
فالحب السوي هو حب الزوج لزوجته والزوجة لزوجها، وهذا الحب مبني على علاقة سوية مستقيمة أذن بها الشارع الحكيم، بل حثَّ عليها ورغَّب فيها.
والثاني: حب غير سوي؛ وهو إقامة علاقة بين شاب وفتاة لا تحل له، وهذا النوع من الحب محرم شرعاً لما يترتب عليه من المفاسد والمصائب والشرور الكثيرة، وهو بداية الطريق للوقوع في الفاحشة عياذاً بالله.
ثالثاً: لا يجوز الحلف بالله كذبا، وهو من كبائر الذنوب، وهذا اليمين ليست له كفارة سوى التوبة، لأنه يمين غموس ولأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار والعياذ بالله، قال صلى الله عليه وسلم (الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقيل النفس واليمين الغموس)(رواه البخاري). فعليك بالمبادرة بالتوبة إلى الله تعالى وعدم العودة إلى ذلك، واحرصي على الصدق فهو خير لك في الدنيا والآخرة، قال تعالى:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ] (التوبة: 119). وقال صلى الله عليه وسلم (عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إِلَى البر، وإن البر يهدي إِلَى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إِلَى الفجور، وإن الفجور يهدي إِلَى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)(رواه البخاري ومسلم). أسأل الله تعالى أن يتوب علينا عليك، وأن يهدينا وإياك سواء السبيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.