السؤال رقم (3605) : حكم الصبغ بالسواد للرجال والنساء ؟

نص الفتوى: الحمد لله، تعجبت يا شيخ عندما قرأت فتوى على موقع الكتروني وهو موقع نوعاً ما منتشر فبغض النظر عن حكم الصبغ بالسواد بين الجائز والمانع فليس هذا محل سؤالي إلا إنني تعجبت على هذا الموقع، عندما قال أن الصبغ للمرأة بالسواد لا يجوز إذا كان بقصد التدليس وإخفاء العيوب فإذا كان بقصد التدليس كالخطبة مثلاً فهذا الذي أعرفه وأقرأه دائماً لا يجوز ولم أطلع علي أحد قد تشدد في هذا الأمر وإذا كان لا يوجد حديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ينص على ذلك، إنما هو استنباط استنبطه العلماء أنه من التدليس، أما ما تعجبت منه هو لا يجوز بقصد إخفاء العيوب وها هو رسول الله صلي الله عليه وسلم، عندما أذن النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي أن يتخذ أنفاً من ذهب فاتخذ أنفاً من ذهب، والرجل الذي كان يريد شعر فمسح الملك علي رأسه فرزقه الله بشعر، وقد أجاز العلماء زراعة الشعر، بل أجاز العلماء عملية التجميل في حدود رفع الحرج والضيق النفسي أو من باب الحسن وليس التحسن، وحديث عمرو بن العاص رضي الله عنه عندما استحلم في ليلة باردة، وغيره من الأحاديث والروايات التي تأتي من باب رفع التكلف وبقصد الحسن، فربما شخص من الأشخاص قد فعل ذلك الصبغ بسب أصابته بالبهاق في شعره أو رأسه فوضعه لإخفاء العيب، أو من أصيب بشيء في رأسه عموماً يؤثر عليه أو علي منظره العام مثلاً فأضطر إلي وضع هذا الصبغ. وشكراً لكم..

الرد على الفتوى

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فاعلم أخي الكريم أنه لا يجوز صبغ الشعر بالسواد مطلقاً سواء كان للرجل أو المرأة، لما ورد من الأدلة التي تنهى عن الصبغ بالسواد، قال صلى الله عليه وسلم: (غيِّروا هذا الشيب وجنبوه السواد) (رواه مسلم)، وقال صلى الله عليه وسلم: (يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة)(رواه أبو داود، وصححه الألباني في صحيح الجامع). وهذا يدل على تحريم تغيير الشيب بالسواد.

أما تغييره بغيره من الألوان فالأصل فيه الجواز إلا إذا كان فيه تشبه بالكافرات أو الفاجرات فهنا يحرم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(من تشبه بقوم فهو منهم)(رواه أبو داود، وصححه الألباني في الإرواء)، ويجوز صبغ الشعر بالحنَّاء والكتم أو بأصباغ أخرى غير السواد، ونحن مأمورون بالاتباع والطاعة، قال تعالى:{وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا..}(الحشر: 7)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)(رواه البخاري ومسلم). وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.