السؤال رقم (3603) : أخاف أن تجرني وأتساهل في هذا الذنب العظيم ؟
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله.. لي صديقة علاقتي فيها حيل قوية لكن أسلوبها وطريقة كلامها في بعض الأوقات حيل تخوفني.. أنا خايفة آخذ ذنب بسؤالي لأني ما أعرف وش فيها بس يشهد الله أني أسال عشان تساعدوني وأقدر أساعدها.. مشكلة صديقتي الحلف بالله وبأيمان على أي أمر حتى لو كان تافه أو كذب، أوقات أحس بقشعريرة وأنا أسمع حلفانها لأني أكون أعرف الحقيقة ومتأكدة منها, ثاني شيء أخافني منها والله أنه صار أكثر من مرة إذا جيت أتفاهم معها على أي موضوع ومثلا أقولها اذكري الله ترفض وأنا أخاف وأجلس أترجاها والينها والله بالغصب لحد تنطقها وتذكر الله أو أنها تستغفر عن شي غلط ها الشيء يصدر منها إذا كانت زعلانة ,, أما الحلفان في أي وقت عادي أنا صرت أخاف إنها تجرني وأتساهل في ها الشيء وما أنكر إنها جرتني له والله العظيم مرت عليَّ فترة أحس تساهلت بس رجعت تبت. أفتوني أرشدوني بدأت أحس إنها تعاني مرض أسألكم بالله ساعدوني.
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا حرج عليكِ في السؤال والتحري عما تظنين أنه يحتاج لإيضاح حتى ولو كان مرتبطاً بأشخاص آخرين، لأن ذلك ليس ذمًّا أو قدحاً في أحد.
أما الحلف بالله فلا ينبغي الإكثار منه ومن وقع في ذلك فيجب عليه أن يتوقف عنه.
أما الحلف بالله كذباً فلا يجوز إطلاقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم (مَنْ حَلَفَ بِاللَّهِ فَلْيَصْدُقْ)(رواه ابن ماجه)، وقوله:(مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: (وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ)(رواه مسلم).
وهذا وعيد شديد لمن حلف بالله كاذباً، وليس لذلك كفارة، بل يجب على من وقع في ذلك الإكثار من التوبة والاستغفار مع عدم العودة مرة أخرى لذلك، وأن يحرص على الصدق مستقبلاً في جميع أحواله لقول الله جل وعلا: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ](التوبة: 119)، وقوله صلى الله عليه وسلم (إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا)(متفق عليه). فلتحرص هذه الأخت على الصدق وألا تكثر من الحلف بالله إلا لضرورة. أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.