السؤال رقم (3601) : أشعر أن هناك تناقض في الجملتين التي ذكرتها لك فأرجو توضيحها ؟
نص الفتوى: الحمد لله ؛ أقدم إليك اعتذاري بسبب مراسلتك مرة أخري ، فأتمنى عدم انزعاجك مني بسبب إلحاحي يا دكتور، سائلا الله أن يبارك لك في عمرك وعافيتك علي ما تقدمه من إفادة للإسلام والمسلمين. أنا من أرسل سؤال وجاءت الإجابة من فضيلتك بعنوان (حكم العمل في شركات تصنيع الأغذية المصنعة أو مستحضرات التجميل؟) على نفس العنوان البريدي والسؤال عموماً العمل في كل ما يخص المواد الغذائية أو مستحضرات العناية بالبشرة كما هو واضح في السؤال فقد قلت لي: فلا حرج عليك في خاصة نفسك أن تتثبت وتتأكد من سلامة ونزاهة وطهارة وحل ما تُقدم عليه، سواء كان عملاً، أو طعاماً، أو شراباً، أو لباساً، أو غير ذلك …… ثم قلت: ولكن ما لم يظهر لك أو تشك فيه فلا تنقب عن أشياء وهمية، أو مظنونة لأنك إن فعلت ذلك لن يسلم لك شيء أبداً …. فأشعر أن هناك تناقض في الجملتين! أو أنني لم أفهم طبيعة أجابتك! فكيف لي أن أتأكد من سلامة هذه الأشياء؟ وكيف لي ما لم يظهر لي أو أشك فيه فلا أنقب أو أبحث عنه؟ فمن الطبيعي التأكد من هذه الأشياء يترتب إذا كان هناك شك وهو ما جاء مخالف لقول فضيلتك في الجملة الثانية، لأن في الحقيقة عندما أطلعت على هذا الأمر قد عرفت أن الشك لا يحرم الأشياء إلا إذا غلب عليَّ ظني أو أيقنت أن هناك مواد نجسة. فما قصد أنني أتأكد؟ أي مثلاً أقوم بالجلوس أمام شبكة الإنترنت والبحث عن كل مادة من هذه المواد، وإذا بحثت فأعتقد لا بد لي من سؤال متخصصين لأني لا أعلم ما هي تركيبة هذه المواد فهذه المواد لا أعرفه مثل (صوديوم لوريت سولفات) وهو مكتوب على شامبوا…. وهكذا. فقد قرأت يا شيخ سؤال علي موقع إسلامي أثق فيه، وكان السؤال كالآتي علي الموقع: قرأت في جريدة أن مشتقات الخنزير تدخل في الكريمات وأدوات التجميل (مثل أحمر الشفاه) والصابون والكبسولات الدوائية وغيرها، السؤال هو ماذا أفعل؟ هل أمتنع عن استخدام الروج والكريمات والشامبو مع أنني حتى لو قرأت المكونات فهي غالباً مركبات لا أعلم مصدرها؟.
الحمد لله: سئل الشيخ ابن عثيمين عن بعض المنشورات التي تقول: إن بعض الصابون يصنع من شحم الخنزير، ما رأيكم؟ فأجاب”الأصل في كل ما خلق الله لنا في الأرض أنه حلال، لقول الله تعالى: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً)(البقرة:29)، فإذا ادعى أحد أن هذا حرام لنجاسته أو غيرها فعليه الدليل، وأما أن نصدق بكل الأوهام وكل ما يُقال فهذا لا أصل له”. لقاء الباب المفتوح 31/20.
“وقد سألت اللجنة الدائمة” س: الغالب في قلي بعض المأكولات، كالبطاطس والسمك ونحوه أن تقلى في الزيوت النباتية، ولكن بعض المسلمين هنا قد يشكك في أنه ربما يستخدم دهن الخنزير لهذا الغرض، ويصعب التحقق من ذلك، فما توجيه سماحتكم؟
الإجابة: الأصل في الأطعمة الحل، إلا ما ثبت أنه يشتمل على شيء من لحم الخنزير أو مشتقاته، وما لم يثبت فيه شيء من ذلك فالأصل فيه الحل، ومجرد الشك لا يلتفت إليه. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
فإجابتك يا شيخ واضحة والحمد لله أن لا أبحث عن هذه الأشياء وأن الشك لا يحرم الشيء إلا إذا غلب علي ظني أو أيقنت أن به محرم، وأنه يكفيني أن أصلها طاهرة، ولكن أشعر هناك تناقض في الجملتين التي قد ذكرتها لك أرجو توضيحها وإذا كانت إجابتك فيها اختلاف نوعاً ما فاسمح لي أن آخذ بإجابة جهة أخرى ذات ثقة فالاختلاف وارد بين العلماء. وأرجو من الله تعالي أن لا تنزعج مني. وبارك الله لك في صحتك.
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فليس هناك اختلاف؛ فأنا أقول لا حرج عليك في البحث إذا كان لخاصّة نفسك لكن دون شكوك وأوهام وتنقيب لا داعي له، بل عليك أن تبني على الأصل وهو الحل، وكونك تتورع عن المشتبه في خاصة نفسك لا حرج عليك لكن لا تلزم به الآخرين. وفقك الله لكل خير ورزقنا وإياك طيب المطعم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.