السؤال رقم (3595): أنا مضطر لدفع هذا المال لإكمال دراستي، فما حكم ذلك؟

نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا درست في الخارج ما يقارب السنتين وبعد إنهاء اللغة يجب على أن أختبر اختبار التوفل أو الإيلتس وهي عبارة عن متطلب فقط ليس لها أي علاقة في الدراسة الجامعية، وأنا قد اختبرت أكثر من اختبار ولم أحصل على الدرجة الكافية وذلك لوقت الاختبار المحدود، وأنا وجدت شخصاً في مركز الاختبار طلبت منه أن يساعدني إذا كان هناك نقصاً في درجتي بعد التصحيح، ولكن رفض بشدة، وقال ادفع لي مبلغاً من المال وسوف أرسل شخص آخر يؤدي الاختبار عنك فرفضت إلا أن أقوم أنا بعمله ولا أريد شخص يعمله عني، ولكن ليس هناك جدوى من موافقته، هنا أنا مضطر جداً لإكمال دراستي، وإن لم أكملها فقد يترتب على ذلك فصل من عملي أو إحالتي إلى درجة أقل إذا توفرت أو إبقائي إذا لم حاجة، أرجو منك الرد على سؤالي في أقرب فرصة.. أسأل الله العلي القدير أن يديم عليكم النعم. السائل:

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا يجوز لك أخي الكريم الوقوع فيما حرم الله من أجل الوصول إلى ما تريد، لأنك ستقع في ثلاث مخالفات شرعية؛ الأولى: الرشوة حيث أنك ستدفع مالاً من أجل الحصول على الدرجة الكاملة، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم (الراشي والمرتشي والرائش)(رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وأبو داود، وصححه الألباني).

والثانية: الكذب حيث أنك عند حصولك على هذه الدرجة بغير جهدك سوف تقول أنك حصلت عليها بجهدك وهذا مخالف للحقيقة، وقد قال صلى الله عليه وسلم (وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)(متفق عليه).

والثالثة: الغش لأنك ستحصل على شيء لا تستحقه وسوف يكون سبباً في حصولك على وظيفة أحسن مما أنت فيه أو مثله، وقد قال صلى الله عليه وسلم (من غشنا فليس منا)(رواه مسلم) .
وأوصيك أن تتقي الله في أمرك هذا، فليس شيء في هذا الكون إلا بتقديره وحكمته، وأنت لا تعلم في أي الأمرين خير لك، قال تعالى: [وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ](البقرة: 216). فإذا أطعت الله تعالى وسلمت أمرك له، وبذلت جهدك في تحصيل ما تريد فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً. قال تعالى: [وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ](الطلاق: 2، 3)، [وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا](الطلاق: 4).

فاحرص أخي الكريم على ما يرضي ربك وابتعد عن معصيته، واعلم أن الخير فيما يقدره لك ولو كنت كارهاً وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، وأعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف)(رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني). أسال الله تعالى أن يوفقنا وإياك لكل خير، وأن ييسر لك أمرك، وأن يكفيك شر نفسك،وصلى الله وسلم على نبينا محمد.