السؤال رقم (3594) : لماذا ورد في القرآن آيات مفصلة لأحكام الصيد، ولم يرد في المسيح الدجال أو حد الزنا للمحصن، وهل الآيات الواردة في رفع عيسى عليه السلام تدل على موته، وهل سحر النبي صلى الله عليه وسلم ؟
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شيخنا حفظك الله أرجو من فضيلتكم الإجابة على هذه الأسئلة بسعة صدر، وبسط ..جزاك الله خيرا .
السؤال الأول: لماذا ورد في القرآن الكريم عن أحكام الصيد وذكرت الآيات مفصلة في هذا الموضوع ولم يذكر المسيح الدجال نصاً بالآيات في القرآن الكريم, كما لم يذكر تفصيل في حد الزنا للمحصن والمحصنة بالتفصيل بالرغم أن الحد يزهق روح الزاني و الزانية. فهل من المعقول أن يكون أحكام الزنا أقل أهمية من أحكام الصيد؟
السؤال الثاني: هل الآيات الدالة على رفع عيسى عليه السلام إلى السماء تدل على موته و بعثه إلى الدنيا بعد موته- قال تعالى(إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ) بمعنى أنه حصل الموت على عيسى عليه السلام في الدنيا ثم رفع إلى السماء ثم يحيى الله عز وجل و يبعثه إلى الدنيا مرة أخرى. أرجوا التفصيل في هذا الموضوع مع ذكر الآيات القرآنية الدالة على ذلك و الأحاديث الصحيحة فقط.
السؤال الثالث: هل سحر النبي صلى الله عليه و سلم؟ أرجوا ذكر الآيات الدالة على ذلك مع بيان الفترة التي سحر فيها, هل هي قبل الهجرة أو بعد الهجرة؟
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جميع الأحكام مفصلة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فما أُجمل في القرآن فصلته السنة، قال تعالى:[مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ](الأنعام: 38)، ولم يمت صلى الله عليه وسلم حتى بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، قال تعالى [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً](المائدة: 3).
وحكم الزاني المحصن ثابت في كتاب الله لكنه مما نسخ لفظه وبقي حكمه، وقد جاءت السنة الصريحة بذلك. وأما عيسى فقد رفعه الله جلا وعلا إليه، ويكفينا قول الله تعالى: [وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً](النساء: 157).
ونصيحتي للسائل أن لا يتوسع في مثل هذه المسائل لئلا يشوش على نفسه وغيره. وفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد.