السؤال رقم (3589) : ابتليت بالعادة السرية، وتصلي بعض الأحيان بغير طهارة، فماذا تفعل؟

نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … ما حكم من ابتليت بالشهوة وهي في داخلها الخير والصلاح من أهل القرآن وقيام الليل وصيام وصلاة ضحى، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتوصي بالأذكار وتذكر أصدقائها بها وتعمل المحاضرات في عملها وتنشر الخير لكنها ابتليت بالشهوة والعادة السرية وتكثر من الأحضان ودايم تكون على عدم طهارة وتعاني من هذه البلوى تبكي ليلا ونهار وتدعو الله أن يخلصها منها لكن هي خائفة من الله في عملها هذا الذي هو ابتلاء منه وتكثر التوبة والاستغفار وعدم الرجوع لكن غلبت عليها الشهوة فأحيانا تصلي وهي على غير طهارة لكن تعبت من كثر الاغتسال فما الحكم في ذاك.

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأعلمي أختي الكريمة أن الله جل وعلا قد خلق الإنسان في هذه الحياة ضعيفاً، قال تعالى: [وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً](النساء: 28)، وهذا الضعف يحتاج إلى علاج ومجاهدة وتمكين لجانب القوة في حياته، وهذا لا يتأتي إلا إذا قوّى العبد صلته بربه، قال تعالى:[وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ] (الطلاق: 3)، وكلما كان العبد أقوى حباً لربه وأشد حرصاً على طاعته ومرضاته كان ذلك دافعاً له في حفظه من شياطين الإنس والجن، ومعيناً له في البعد عن معاصيه ونواهيه، والشهوة المحرمة مرض إذا ابتلي بها عبد أهلكته إلا أن يرحمه الله ويصرفها عنه إلى ما أحل الله له.
وأنتِ تعلمين أن العادة السرية عمل محرم سواء للرجل أو المرأة، ولا يجوز الوقوع فيها لقول الله جل وعلا:[وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ] (المؤمنون: 29، 30)، وقد ذكر أهل العلم وأكد ذلك الأطباء أنه يترتب عليها مضار كثيرة، وفي الحلال غنية عن الحرام.
ووصيتي لكِ أختي الكريمة أن تقوي صلتكِ بربك، وأن تلحي عليه بالدعاء بأن يصرفها عنكِ، وأن تكثري من صيام النوافل كأيام الاثنين والخميس والأيام البيض لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)(متفق عليه). وأن تشغلي وقتك بالعلم النافع والعمل الصالح، وأن تبتعدي عن الأسباب الجالبة لها كالنظر المحرم، والتفكير الكثير في الشهوة، ومخالطة الصديقات السيئات أو الرجال الأجانب، وإذا صدقت في الاستعانة بالله أعانك وحفظك وسددك لما فيه الخير في العاجل والآجل.
وأما صلاتك بغير طهارة فهذه مصيبة كبيرة وذنب عظيم لا يجوز لك الوقوع فيه، والواجب عليك التوبة منه وعدم العودة إليه، وأن تعيدي ما تتيقنين بطلانه من صلاتك، وتذكري أن الموت قريب، وأن الأعمال بالخواتيم، فانظري ما تحبين أن يختم لك في هذه الدنيا، واعلمي أن صبر الدهر خيرٌ لكِ من غمسة في النار والعياذ بالله. أسأل الله جل وعلا أن يحفظكِ، وأن يعينكِ، وأن يفتح على قلبكِ بالعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.