السؤال رقم (3586) : هل يجوز لي كشف الوجه ؟
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله، أختكم من المغرب، سؤالي: أنا كاشفة الوجه لكن أرتدي عباءة الرأس وما يبان مني شي غير وجهي ويديني وهناك سبب مانع وقد سمعت أنه ما فيه حرج هل صحيح كذلك أني ما أخرج كثير وفي ناس تقولي لما تتزوجي غطي وجهك بس الحين في عذر هل صحيح.
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيجب على كل مسلمة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تمتثل لأمر ربها وأن ترتدي الحجاب الشرعي الكامل الذي أمر الله جل وعلا به أمهات المؤمنين وسائر نساء المسلمين قال تعالى: [يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً](الأحزاب: الآية59)، وقال تعالى:[وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ](الأحزاب الآية53).
وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: يرحم الله نساء المهاجرات الأُول لما أنزل الله [وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ] شققن مروطهن فاختمرن بها.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله جل وعلا [يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ…] قال: “أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلاليب ويبدين عينا واحدة”.
وهناك أدلة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة وأقوال أئمة الإسلام وعلماء الإسلام تدل على وجوب احتجاب المرأة في جميع بدنها على من ليسوا بمحارمها. وعلى ذلك فأوصيك أختي الكريمة بارتداء الحجاب الشرعي الكامل الساتر للجسد، ولا تعتبري لقول أحد ممن يخالفون النصوص الشرعية الصحيحة، ويكفيك فخراً وشرفاً أن الله أعزك بدينك وبحجابك عن نساء العالمين، فلا تجدي بفضل الله تعالى امرأة مرتدية للزي الشرعي الكامل إلا والجميع يقدرونها ويجلونها ويذبون عنها ويتمنى كل رجل صالح أن ينال تلك المرأة التي أطاعت ربها. وغير خافٍ أن أهل الباطل من الكفار والمنافقين والملحدين لا يحبون هذا المظهر العظيم الذي ارتضاه الله جل وعلا لنساء المسلمين، فهم يحاربونه بشتى الصور، وعلى المرأة المؤمنة بربها المحبة له أن تنقاد لأمره كما قال جلا وعلا: [وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً] (الأحزاب: الآية36).
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يشرح صدرك، وأن يقوي إيمانك، وأن يوفقك لما فيه رضا الله جل وعلا عنك. والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.