السؤال رقم (3565) : هل يستجيب الله دعاء من يريد الهداية والعودة إليه ؟

نص الفتوى:
السلام عليكم .. يا شيخ هل يستجيب الله دعاء من يريد الهداية والعودة لله حتى وإن كان مسلماً ثم ضل وضاع بين شبهات وغيرها وأسرف على نفسه ولم يترك شيئاً إلا أتاه. هل إذا لجأ لله يستجيب له ويرزقه التوحيد الخالص ويكفيه من جميع أموره أم أنه لا يستجاب إلا للموحد الموقن؟ وماذا يفعل لكي يهتدي ويرق قلبه؟ أرجو الرد قريباً يا شيخ فأنا في حاجة ماسة للجواب..

الرد على الفتوى

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلمي أختي الكريمة أن الله جل وعلا قريب مجيب يجيب دعوة المضطر إذا دعاه، ويجيب المسلم مهما بلغت ذنوبه، قال تعالى {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ..}(غافر: 60)، وقال أيضاً:{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ..}(البقرة: 186)، وقال صلى الله عليه وسلم قال الله عزوجل: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة)(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح). وعلى ذلك فمن أراد الهداية وبذل الأسباب المؤدية إليها هداه الله ووفقه وثبته، ومن أراد المغفرة والرحمة وترك الذنوب والمعاصي وابتعد عنها قَبِلَ الله توبته وغفر ذنبه.
ومن أراد أن يرق قلبه فعليه أن يقبل على ربه، ويحرص على طاعته، ويبتعد عن معصيته، ويكثر من تلاوة كتابه بتدبر، وأن يحضر مجالس العلم، وأن يصاحب الأخيار ويبتعد عن الأشرار، وأن يبر والديه ويصل رحمه، ويكثر من ذكر الله تعالى إلى غير ذلك من الأعمال الصالحة.
أسأل الله تعالى أن يهدينا وإياكم إلى سواء السبيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.