السؤال رقم (3555) : كيف نوافق بين الحديثين وبأيهما نعمل؟
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركات.. يا شيخ عبدالله بارك الله فيك.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، القاعد فيها خير من القائم، والماشي فيها خير من الساعي، فكسروا قسيكم وقطعوا أوتاركم واضربوا سيوفكم بالحجارة، فإن دخل يعني على أحد منكم فليكن كخير ابني آدم)(رواه أو داود، وقال الشيخ الألباني صحيح)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله أو دون دمه أو دون دينه فهو شهيد)(رواه أو داود، وقال الشيخ الألباني صحيح) يا شيخ عبد الله كيف نوافق بين الحديثين وبأيهما نعمل؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السائل: إبراهيم سليمان
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فليس بين الحديثين تعارض لأن الحديث الأول يتكلم فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن اشتداد الفتن، ويكون ذلك في وقت تختلط فيه الأمور، فلا يُدرى من الكاذب ومن الصادق، وعلى ذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن أن يعتزل تلك الفتن بكسر القسي، وتقطيع الأوتار، وضرب السيوف بالحجارة لئلا تؤزه نفسه بملاقاة إخوانه فيقع فيما حرم الله عليه من قتل النفس بغير الحق، لقوله صلى الله عليه وسلم (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراماً)(رواه البخاري).
وأما الحديث الآخر فيبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي يدافع عن نفسه، أو عن ماله، أو أهله، أو دينه فإنه ينال الشهادة، وهذا يحدث في حال أمن الناس على أموالهم وأعراضهم وليس في حال الفتنة كما في الحديث الآخر.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
28/7/1435هـ