السؤال رقم (3548) : ما رأي فضيلتكم فيمن أخذ من لحيته أو قصرها ؟ بتاريخ 1/3/ 1436هـ

نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. جزاكم الله خيراً.. لي أخ لي أحبه في الله ولله الحمد قد أنعم الله عليه بنعم عظيمة على مستوى حياته الوظيفية والخاصة وهو من خير أصدقائي وليس لي أفضل منه، ومنذ سنوات عديدة وهو يطلق لحيته دون أن يأخذ منها أو يساويها ومنذ فترة وهو يأخذ منها ويساويها ولم أجد له في ذلك سبب وقد قلت له إن العبد إذا منَّ الله عليه وزاده في النعماء زاد قرباً وتقدماً في طاعة الله وتمسكاً بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فأنى لك أن تتراجع؟ فكان جوابه: أنا ما زلت ملتحي وهو لله الحمد في بلد يكرم فيها أهل اللحية ولا يتعرضون لأي أذي والحمد لله وليس لديه أي مشكلة في سفر أو خلاف ذلك.. فما رأي فضيلتكم في اعتباره أن قص اللحية والأخذ منها وتسويتها لا يختلف عن إطلاقها وما نصيحتكم لي تجاهه.. جزاكم الله خيرا. السائل : حسام الجندي

الرد على الفتوى

‏الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: أشكر لك حرصك على مناصحة أخيك، والأخذ بيده إلى طريق الحق والرشاد، وهذا دليل على قوة إيمانك وحبك لإخوانك تحقيقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) (متفق عليه).
وثانياً: أوصي صاحبك بالتزام هدي النبي صلى الله عليه وسلم والتمسك بسنته، وليعلم أن الخير كل الخير في الاقتداء به والسير على طريقته، كما قال تعالى:{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(آل عمران: 31)، وقال تعالى:{ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا..} (الحشر:7).
وقد دلت السنة على وجوب إعفاء اللحية، وعدم جواز الأخذ منها، ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(خالفوا المشركين، وفروا اللحى وأحفوا الشوارب).
وجاء في روايات أخرى (أعفوا، وأوفوا، وأرخوا، ووفروا).
والمسلم مأمور بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء عنه، والأحاديث الواردة في إعفاء اللحى وتوفيرها تُحمل على الوجوب لأنها جاءت في صيغة الأمر، ولما جاء أيضاً في النهي عن مشابهة المشركين والمجوس. وليتذكر هذا الأخ وغيره ممن التزموا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم أنهم أقرب الناس إلى نيل شفاعته، والشرب من حوضه، فأي خير لهم بعد هذا الخير. أسأل الله تعالى الهداية للجميع، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.