السؤال رقم (3544) : هل يجوز لأخي أن يعمل في هذا المسلخ الذي يذبح فيه الخنازير ؟ 16 / 5 / 1436هـ
نص الفتوى: أنا مقيم بالزلفى.. لي أخ كان يعمل في ليبيا وفى الأحداث الأخيرة حاول العودة إلى مصر لكن لم يتمكن من ذلك وأتيح له السفر إلى بلاد الغرب وبالفعل استقر به الحال في ألمانيا طبعا تبدلت الأمور أمامه على عكس ما حكي له تماماً واضررت أنا إلى تحويل مبالغ نقدية له حتى يتمكن من الاستقرار وعمل الإقامة ولكن حتى الآن لم يحدث.. وله الآن حوالي أربع شهور والآن عرض عليه أحد الناس أن يعمل في مسلخ للخنازير للأسف الشديد وقيل له العمل ليلاً ولن ترى الخنازير مطلقاً ومِن المحفزات أنه إذا قبل بالعمل فإن صاحب المسلخ وعده باستخراج الإقامة خلال سنة من بداية العمل وبعدها يكون غير ملزم بالعمل بالمسلخ.. فبالله عليك يا شيخ هل يجوز لأخي في هذه الحالة أن يعمل في هذا المسلخ أعزكم الله وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
السائل: السيد أحمد الشرقاوى
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أن العمل في هذا المكان لا يجوز، وهو من التعاون على الإثم الذي نهى الله تعالى عنه في قوله:{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ..}(المائدة: الآية 2)، ولا يليق بمسلم عاقل يؤمن بالله واليوم الآخر، ويعلم حرمة ذبح الخنزير وأكله أن يعمل في هذا المكان الذي يذبح فيه ما حرمه الله تعالى، كما في قوله:{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ.} (المائدة: الآية 3).
فعلى أخيك أن يتقي الله تعالى وأن يبتعد عما يغضبه، وأن يحرص على طلب الرزق الحلال ، فإن لم يتيسر له ذلك في هذه البلاد فعليه أن يبحث في مكان آخر حتى لو رجع إلى بلده فهو أسلم له في دينه. وعليه أن يتوكل على الله، ويعلم بأن الرزق بيده سبحانه، وأنه ييسره لكل من اتقاه وخافه، قال تعالى:{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ..}(الطلاق: الآيتان 2، 3)، وقال:{.. وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}(الطلاق: الآية 4). أسأل الله تعالى أن ييسر له أمره، وأن يمن عليه بالرزق الحلال الطيب، وأن يجعل له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب، وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد.