السؤال رقم (3541) : هل تقبل توبة الشاذ ؟بتاريخ 14 / 6 / 1436هـ
نص الفتوى: هل يحل للشاذ التوبة وأن يرجع لصلاته والطريق المستقيم بعد أن ندم شديد الندم؟ (أرجو رد مفصل). السائل : خالد
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فاللواط كبيرة من كبائر الذنوب، حرمها الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأجمع المسلمون قديماً وحديثاً على تحريمها لما يترتب عليها من مفاسد شرعية وبدنية، وهي أمر مناف للفطرة السليمة. ويترتب على فعلها أيضاً عقوبة القتل للفاعل والمفعول به، لقوله صلى الله عليه وسلم:(من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به)(رواه الترمذي، وأبو داود، وابن ماجة).
ومع ذلك فالله جل وعلا وسعت رحمته كل شيء، فهو سبحانه يقبل التوب، ويغفر الذنب، ويستر العيب، إذا صدق العبد وأقبل على ربه وتاب وأناب، قال تعالى:{ قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(الزمر: الآية 53)، وقال تعالى:{ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً}(النساء: الآية 110)، وقال صلى الله عليه وسلم:(إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)(رواه أحمد والترمذي وغيرهما). ويجب على من أراد التوبة من هذا الذنب أو غيره من كبائر الذنوب أن يتوب توبة خالصة، وأن يقلع عن الذنب الذي وقع فيه، وأن يندم على فعله، وأن يعزم على عدم الرجوع إليه، وأن تكون هذه التوبة قبل الغرغرة.
وإذا صدقت أخي الكريم مع ربك وأقبلت على طاعته خائفاً راجيا متذللاً فأرجو أن يقبل الله منك التوبة، وتذكر حديث قاتل المائة نفس، وحديث المرأة التي وقعت في الزنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وتوبة ماعز، وغير ذلك مما ورد به الدليل على أن الله يقبل التوبة من العبد مهما بلغت ذنوبه.
وعليك أن تبتعد عن الأسباب والمؤثرات والأماكن التي تذكرك بهذا الذنب، وأن تسعى جاهداً في إشغال نفسك بما ينفعك من أمر الدنيا والآخرة.
أسأل الله الكريم الحليم أن يغفر ذنوبنا، وأن يستر عيوبنا، وأن يقبل توبتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.