السؤال رقم (3523) : حكم (الاستغفار بنية الحصول على وظيفة – النفخ بالإناء – تساقط الذنوب بسبب السجود – الغش في الامتحانات )

نص الفتوى: السلام عليكم جزاكم الله خير على ما تقدمونه استفدنا من الموقع خاصة نحن النساء احيانا يكون لدينا أسئلة غير مستعجلة فيكون ارسالها وكتابتها أخف حرجا من المكالمة واعتذر على كثرة اسئلتي
سؤالي الاول
مرة حلفت قلت (والله ) لوحدها ثم سكت فهل علي كفارة؟
٢- هل الاستغفار بنية حصول شيء معين من امور الدنيا (كالوظيفة مثلا )جائز ؟
هل صحيح أن الذنوب تسقط اثناء السجود؟
٤-هل النفخ بالإناء يضر؟
٥- حين كنت ادرس في الثانوي استأذنت مع زميلاتي بآخر يومين في المدرسة من المديرة بأن نتغيب عن الدراسة لأجل المذاكرة لكني لم أستيقظ للمذاكرة خلال اليومين ،،وايضا غبت اظن يومين خلال دراستي ووضعت انها بعذر وهي ليست كذلك وكان في احد هذه الايام اختبار نهائي للحاسب واعادته لي المعلمة على انه بعذر وضميري يؤنبني ولأجل انني كنت بتحفيظ وكنت استلم مكافأة وايضا درجاتي لم تخصم فأفكر اني اعيد المكافأة لصندوق نسيت اسمه لكن هو في الجمعية وهو خاص بالتربية والتعليم او من هذا القبيل ،،ايضا شيء اخر يؤرقني هو انني لم اعتد الغش ولله الحمد لكن مرة كنا في الحاسب العملي وكان اختبار فعلمتني احد الزميلات بجانبي حين سألتها وكان عليه درجات كثيرة وتندمت بعدها لكن انحرجت ان اقول للمعلمة والى اليوم وانا افكر بشهادتي وسمعت مرة لاحد المشايخ ان من مثل حالتي يتصدق من ماله قياسا على من يحلف ويكذب في البيع اظنه كذا لا اذكر وسمعت شيخا اخر اظنه قال لاتحل الشهادة وانا متحيرة ولا اريد ان اختار على هواي ،وافكر التحق بالمعهد والمعهد عندنا ينظر لشهادتي ان كان معي جامعة وينظر لدرجاتي ولأمور اخرى يجعل الدراسة سنة وان كان غير ذلك تكون الدراسة سنتين وبعدها افكر ان ادرس قران يعني تكون وظيفة أفيدوني ماجورين ؟
السائلة : أسماء

الرد على الفتوى

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته: أما بعد.
فأما سؤالك عن اليمين فلم أفهم مرادك بالسؤال .
وأما سؤالك عن الاستغفار بنية حصول شيء معين من امور الدنيا (كالوظيفة مثلا ) :
فأولاًً : نقول لك إن من آثار الاستغفار وثمراته حصول ما يتمناه العبد من أمور الدنيا وتمام مصالحها، قال سبحانه: {وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ} {هود: 3}. وقال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} {نوح:12،11،10}. وهذه النصوص ظاهرة في أن هذه الثمرات للاستغفار تحصل بوجوده ولا تتوقف على نية من المستغفر.
ثانياً : أن الاستغفار معناه طلب مغفرة الذنوب وهذا لا يكون إلا في الأخرة فلا يشرع للمسلم أن يجعل استغفاره لنيل حظ من حظوظ الدنيا لأن الأصل في المسلم أن يقصد بعبادته وطاعته مرضاة الله سبحانه وتعالى فلا يجوز له مثلاً أن يصوم لأجل الحمية والريجيم ، ويحج عن غيره طلباً للمال فقط ، ويخرج للجهاد لأجل الغنيمة ، ويتصدق بنية الشفاء أو الثناء ويستغفر بنية حصول الوظيفة.. الخ . فهذا ليس له في الآخرة من نصيب . قال تعالى : (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
أما إن أدى العبادة لوجه الله ، وقصد مع ذلك تحصيل الحظوظ والفوائد الدنيوية المباحة التي تترتب على العمل . كمن صام لله ، وقصد مع ذلك حفظ صحته ، وحج لله ونوى مع ذلك التجارة ، وجاهد في سبيل الله وقصد الحصول على الغنائم ، وزكى لله قاصداً البركة ونماء ماله ، وتصدق لله ونوى مع ذلك الشفاء من المرض ، ووصل رحمه ابتغاء الأجر وطول العمر وسعة الرزق ، واستغفر ربه من أجل الوظيفة أو الحصول على زوجة أو زوج ونحو ذلك من مقاصد الدنيا وكان الباعث الأقوى هو وجه الله وابتغاء الأجر من الله ، فلا بأس . لكن فاته كمال الأجر .
والخلاصة :
من فعل الطاعات بقصد الثمرات الدنيوية فقط : فليس له عند الله نصيب وأما من نوى وجه الله والدار الآخرة ، وجعل الفوائد الدنيوية تبعاً وضمناً ، لا أصلاً وأساساً : فلا حرج عليه .
أما سؤالك : هل صحيح أن الذنوب تسقط اثناء السجود؟
نقول ورد في ذلك حديث رواه ابن حبان في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إنَّ العبدَ إذا قَامَ يُصلِّي أُتِي بُذُنوبِه كُلِّها فَوُضِعَتْ على رأسِه و عاتِقَيْهِ ، فكُلَّما رَكعَ أو سَجدَ تَساقَطَتْ عَنْهُ” وهذا الحديث صححه غير واحد من أهل العلم منهم العيني في نخب الافكار ، والألباني في صحيح الجامع والسلسلة الصحيحة.
أما سؤالك : هل النفخ بالإناء يضر؟
نقول نعم النفخ في الإناء يضر وذلك لنهي الشريعة عنه فعن أبي قتادة – رضي الله عنه – أَنَّ النّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ – : ( نَهَى أَن يُتَنَفَّسَ فِي الإِنَاءِ ) رواه البخاري ومسلم . والمقصود هو النهي عن النفخ بما في الإناء من طعام أو شراب .وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( نَهَى عَنِ النَّفخِ فِي الشَّرَابِ ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح . وحسنه الألباني.
والحكمة في ذلك أن الإنسان إذا نفخ ربما يحصل من الهواء الذي يخرج منه أشياء مؤذية أو ضارة ، كمرض ونحوه ، إلا أن بعض العلماء استثنى من ذلك ما دعت الحاجة إليه ، كما لو كان الشراب حارا ويحتاج إلى السرعة ، فرخص في هذا بعض العلماء ، ولكن الأَوْلَى ألا ينفخَ ، حتى لو كان حارًّا ، فإذا كان حارًّا وعنده إناء آخر ، فإنه يَصبُّه في الإناء ، ثم يعيده مرة ثانية حتى يبرد.
أما سؤالك عن شهادتك وحكم العمل بها فنقول لا حرج إن شاء الله أن تعملي بها ، وعليك التوبة إلى الله مما جرى من الغش ، هذا إذ كنت ستقومين بالعمل
المناط إليك بسبب الشهادة كما ينبغي ولا حرج عليك من جهة كسب المال ؛
لكنك أخطأت في الغش السابق ولذلك الواجب عليك التوبة إلى الله تعالى من ذلك. والله أعلم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.