السؤال رقم (3516) : حكم شي السمك بالنار وهو حي.

نص الفتوى : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فضيلة الشيخ : ما حكم شي السمك وهو حي بالنار ؟ وهل يأخذ حكم الحرق بالنار؟
السائل : مسلم

الرد على الفتوى

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . أما بعد :
فطبخ الأسماك وهي حية منهي عنه ، لما فيه من تعذيب السمك من غير حاجة إلى ذلك ، ولما فيه من تعذيبها ، وإساءة قتلها ، مع قدرته على ما هو خير من ذلك .
وقد اختلف العلماء في النهي عن التعذيب بالنار في حق السمك فقال بعضهم النهي للتحريم ، وذهب آخرون إلى كراهته . جاء في “الموسوعة الفقهية :
” وَإِذَا أُخِذَ السَّمَكُ حَيًّا لَمْ يَجُزْ أَكْلُهُ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يُمَاتَ ، كَمَا يَقُول الْحَنَفِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ . وَيُكْرَهُ شَيُّهُ حَيًّا ، لأَِنَّهُ تَعْذِيبٌ بِلاَ حَاجَةٍ ، فَإِنَّهُ يَمُوتُ سَرِيعًا فَيُمْكِنُ انْتِظَارُ مَوْتِهِ ” انتهى .
قال ابن قدامة رحمه الله: (سئل أحمد عن السمك يلقى في النار؟ فقال: ما يعجبني، الجراد أسهل فإن هذا له دم، ولم يكره أكل السمك إذا ألقي في النار، إنما كره تعذيبه بالنار. وأما الجراد فسهل في إلقائه، لأنه لا دم له، ولأن السمك لا حاجة إلى إلقائه في النار، لإمكان تركه حتى يموت بسرعة، والجراد لا يموت في الحال، بل يبقى مدة طويلة). انتهى
وذهب المالكية إلى جواز إلقاء السمك في النار حيا لشيه وهي إحدى الروايتين عن الإمام مالك وفي رواية عنه أنه يكره .
والذي أراه أنه لا ينبغي شي السمك قبل موته لعموم قوله – صلى الله عليه وسلم – : ( إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ ) رواه مسلم.
فالإحسان واجب على كل حال ، حتى في إزهاق النفس ناطقها وبهيمها
والذي ينبغي في مثل ذلك أن يبحث عن أفضل وسيلة وأحسنها للتعجيل بموت السمكة ، فيخرجها من الماء فترة كافية لموتها ، أو يقطعها بالسكين ، كهيئة الذابح ، أو نحو ذلك .
والله أعلم . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.