السؤال رقم (1961) : تائب من الشذوذ الجنسي بتاريخ : 8 / 5 / 1438هـ
السؤال رقم (1961) : السلام عليكم انا عمري 16 سنه بصراحه بعاني من الشذوذ الجنسي من 7 سنين تقريبا مش عارف شو كان بتهيألي لما كنت بعمل هيك ومارست الجنس مع الذكور اكثر من مرة وانا كنت المفعول به بعرف انه هذا الفعل حرام شرعا وانه المجتمع برفض هيك تصرف واي شخص عاقل برفض هذا الاشي انا صارلي 3 اشهر تقريبا (الحمد لله) ما مارست هذا الاشي
الي انا خايف منه هو انه اتوب لله والله يختبرني باني انكشف او انفضح لأنه لو صار هيك اكيد اخواني رح يرتكبوا جريمة فيه انا وطبعا بستاهل وكنت رح انتحر اكثر من مره بس كنت خايف من جهنم وانا اذا انكشفت والله امي يمكن تنجلط وبعد ما توفى ابوي الله يرحمه ما ظل الي سند غيرها
وبنفس الوقت في اشي جواتي بحكيلي اذا الله ستر علي وانا عاصي اكيد ما رفضحني بعد ما اتوب واتقرب منه
انصحوني واحكولي شو لازم اعمل لأنه انا قرفت حياتي وخايف بيوم انتحر لأنه فكرت فيها اكثر من مره وطبعا ببطل مش عشان الدنيا بس عشان جهنم.
السائل : عبدالله مريان
الرد على الفتوى
الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أما بعد:
فأولا :اعلم أيها السائل أن الشذوذ الجنسي مرض عظيم ، وبلاء كبير ، وإذا صاحبه الفاحشة الكبرى كان أعظم وأعظم ، لما في هذه الفاحشة من الإثم والوزر والقبح ، وسوء العاقبة في الدنيا والآخرة .
فهذه الفاحشة أعني فاحشة اللواط من أعظم المعاصي بل من الكبائر التي حرمها الله عز وجل ، وقد أهلك الله قوم لوط عليه السلام لما تمادوا في غيهم واستمرؤوا هذا الفعل الشنيع بأنواع رهيبة من العقوبة ، قال الله تعالى : ( فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود . مسومة عند ربك ) ثم قال سبحانه محذرا من يأتي بعدهم من الأمم التي تفعل فعلهم ( وما هي من الظالمين ببعيد ) . وقال تعالى : ( ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر . ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته.
ثانياً : إذا تاب الفاعل لهذه الفاحشة وأقلع عن هذا الذنب واستغفر وندم ونوى ألا يعود إليه فإن الله يتوب عليه . قال الله تعالى : {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما . يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا . إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما . ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا} .
ثالثاً : أما العلاج لمن ابتلي بهذه المصيبة فيكون بما يأتي :
1- الابتعاد عن الأسباب التي تيسر لك الوقوع في هذه المعصية وتذكرك بها مثل :
– إطلاق البصر ، والنظر إلى النساء أو الشاشات .
– الخلوة بأحد من الرجال أو النساء .
2- اشغل نفسك دائماً بما ينفعك في دينك أو دنياك كما قال الله تعالى : ( فإذا فرغت فانصب ) فإذا فرغت من عمل في الدنيا فاجتهد في عمل من عمل الآخرة كذكر الله وتلاوة القرآن وطلب العلم وسماع الأشرطة النافعة …
وإذا فرغت من طاعة فابدأ بأخرى ، وإذا فرغت من عمل من أعمال الدنيا فابدأ في آخر … وهكذا ، لأن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ، فلا تدع لنفسك فرصة أو وقت فراغ تفكر في هذه الفاحشة .
3- قارن بين ما تجده من لذة أثناء هذه الفاحشة ، وما يعقب ذلك من ندم وقلق وحيرة تدوم معك طويلاً ، ثم ما ينتظر فاعل هذه الفاحشة من عذاب في الآخرة ، فهل ترى أن هذه اللذة التي تنقضي بعد ساعة يقدمها عاقل على ما يعقبها من ندم وعذاب ، ويمكنك لتقوية القناعة بهذا الأمر والرضا به القراءة في كتاب ابن القيم ( الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ) فقد ألفه رحمه الله لمن هم في مثل حالك – فرج الله عنا وعنك 4- العاقل لا يترك شيئاً يحبه إلا لمحبوب أعلى منه أو خشية مكروه . وهذه الفاحشة تفوت عليك نعيم الدنيا والآخرة ، ومحبة الله لك ، وتستحق بها غضب الله وعذابه ومقته
فقارن بين ما يفوتك من خير ، وما يحصل لك من شر بسبب هذه الفاحشة ، والعاقل ينظر أي الأمرين يقدّم .
5- وأهم من ذلك كله : الدعاء والاستعانة بالله عز وجل أن يصرف عنك هذا السوء ، واغتنم أوقات الإجابة وأحوالها ، كالسجود ، وقبل التسليم من الصلاة ، وثلث الليل الآخر ، ووقت نزول المطر ، وفي السفر ، وفي الصيام ، وعند الإفطار من الصيام .
نسأل الله أن يلهمك رشدك ، وأن يتوب عليك ، ويجنبك سوء الأعمال والأخلاق .
والله أعلم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.