السؤال رقم (491) : موضوع الفتوى: كيفية الثقة بالنفس، ومحبة العبادة، وحصول لذة الإيمان، وبرِّ والديَّ، والتحصُّن من الشياطين. 3 / 11 / 1428

السلام عليكم شيخنا أود من فضيلتكم أن تجيب عن أسئلتي التالية:
كيف أثق بنفسي،كيف تحبب إليّ الصلاة والعبادات، علماً أني أعيش في مجتمع وبلد غير إسلامي (إيطاليا) حيث العنصرية وكره الإسلام من البعض،كيف أجد حلاوة الإيمان،كيف أبر أمي وأبي، ماذا أعمل لديني، وأخيرا كيف أحصَّن من شياطين الإنس والجن؟ والسلام شيخنا ..أحبك في الله.وصلى الله على حبيب الحق محمد.. حفظكم الله.

الرد على الفتوى

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أن من تعلق قلبه بالله وتوكل عليه ووثق بوعده ووعيده عاد ذلك عليه بالخير، فكانت ثقته بنفسه بقدر قربه من ربه وطاعته له والانقياد لأوامره.
فعليك بلزوم طريق الاستقامة، والإقبال على تلاوة كتاب الله وتدبره والعمل بما فيه، والاقتداء برسولك صلى الله عليه وسلم ففي ذلك الخير العظيم لك والنجاة في الدنيا والآخرة.
وعليك بالإقبال على طاعة الله فيما أمرك به من الصلاة وسائر العبادات، واعلم أن الصلاة هي الصلة التي تربط العبد بربه، فكل يوم يصلي فيه المسلم خمس مرات يزداد بها قرباً منه وتعلقاً به، والخشوع في الصلاة من أقوى أسباب محبتك لها، قال تعالى:[قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون](المؤمنون)، فالفلاح ومحبة هذه الطاعة بقدر تعظيمك لربك، وبقدر إقبالك عليه بقلبك وجوارحك، فاحرص على المحافظة عليها، والخشوع فيها، والتذلل لربك بكثرة الدعاء والثناء والاستغفار فهذه الثلاث يحبها الله تعالى من عبده، فإذا أكثرت منها في صلاتك فتح الله عليك بالخير العميم، وجعل قلبك منشرحاً مسروراً محباً لها.
والحصول على حلاوة الإيمان له أسباب كثيرة منها كما قال صلى الله عليه وسلم:(ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار)(متفق عليه).فحبك لربك ولنبيك صلى الله عليه وسلم ولعباد الله الصالحين هو الذي يزيد إيمانك، وتجد حلاوته بفضل الله تعالى، وبقدر إقبالك على ربك والعمل بسنة نبيك بقدر ما تجد من حلاوة الإيمان.
وأما كيفية برك بوالديك فبالحرص على إرضائهما وطاعتهما وعدم إيذائهما، كما قال تعالى:[إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا](الإسراء)، فاحرص بارك الله فيك على طاعتهما بالمعروف، فالبرّ من أقوى أسباب دخول الجنة، وأما ما تقدمه لدينك فهو أولاً بالتزامك بما أمرك به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً، وأن تصلح أخلاقك مع أهلك وأقاربك ومن حولك من المسلمين، وأن تكون قدوة صالحة لكل من تتعامل معه، وأن تدعو إلى دينك بقدر ما تعلم منه وتطبقه في حياتك، وأن تبذل الغالي والنفيس من أجل نشر دين الله تعالى. وأما كيفية التحصُّن من شياطين الإنس والجن فبمحافظتك على قراءة القرآن، والأذكار والأوراد التي سنها لنا نبينا صلى الله عليه وسلم، وقراءة آية الكرسي والمعوذات وغيرها من السور. وفقك الله لكل خير وأعانك على لزوم صراطه المستقيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد. 3/11/1428هـ