السؤال رقم (546) : سعيت لإيقاف الحديث في عرض زميلتي. 5 / 2 / 1429
لي صديقة غالية على الله يعلم أنها مثل أختي تمام هي الآن متزوجة وأنجبت والمشكلة كانت قبل زواجها في أحد أفراح العائلة جاءها زوجها الحالي ولم يكن تقدم لها بعد وشاهدها أحد أقاربها معه لكنه كتم هذا الخبر إلى أن تقدم زوجها لخطبتها وهنا أفصح قريبها هذا عن السر ونشر في البلدة والآن الكل يتحدثون بسيرتها وأنه ما تزوجها إلا ليصلح خطأه وأنا أعلم والله أنه ما حدث شيء مما يتحدثون عنه هي أخطأت والسبب أن أبوها قاس القلب وبعيد عنها ليت آباءنا يدركون احتياجنا لهم ولحنانهم المهم أنى حاولت أمنع هذا الكلام بشتى الطرق وأقنع من يتحدث عنها أنها بنت شريفة طاهرة إلا أنهم كانوا يزيدون في الكلام عنها وأنا خفت على ولدها أن يكبر ويسمع هذا الكلام عن أمه فأخبرتهم أنى تحدثت مع زوجها وسألته عن هذا الأمر وأنه قال لي كيف تصدقين شيئا من هذا على صديقتك وأنه أيامها كان مسافر وأراني تذاكر السفر والحقيقة أني لما سألته اعترف لي أنه حدث ولكن مجرد أن قابلها ليطمئن عليها لكن كلامي هذا أوقف الحديث في عرض هذه الفتاة وقالوا لي الله يسامح من كان سبباً في خروج هذه الشائعة والله أنا أعلم أن كلاهما أخطأ والله يغفر لهما لكني ما قصدت بهذه الكذبة إلا إيقاف الكلام في عرضها فهل أنا آثمة على ما فعلت؟ وماذا أفعل؟ السائلة: بدون
الرد على الفتوى
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فاعلمي أختي الكريمة أنكِ أحسنتِ صنعاً في إيقاف الكلام عن زميلتكِ، وهذا من أبواب الخير العظيمة التي تؤجرين عليها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)(رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب)، وأنتِ لستِ آثمة بفعلكِ هذا، بل أنتِ مأجورة إن شاء الله تعالى حتى لو وقعتِ في الكذب من أجل الإصلاح ورد المظالم عن زميلتكِ، لقول الله تعالى [لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً](النساء)، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيرا)(رواه أحمد، وصححه الألباني في صحيح الجامع)، ولقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب في ثلاث (في الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة لزوجها)(رواه أحمد، وصححه الألباني في الصحيحة)، وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: إصلاح ذات البين)(رواه أبو داود، وصححه الألباني في سنن أبي داود).وفقك الله لكل خير، وجعل ما بذلتيه في ميزان حسناتكِ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.