السؤال رقم (2057): علاج الوساوس.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مبتلى بالكثير من الوساوس وأكثرها وساوس الطلاق في حياتي كلها وخصوصا عندما اكبر للصلاة تأتيني (غصبا عني) على شكل نغزات أما على الشفاه أو على اللثة ونحو ذلك ولا يظهر اللفظ تماما وبعدها أتذكر ذنوبي اللتي فعلت من كان عمري 13 او نحو ذلك او وقت المراهقة من أفعال فعلتها عظيمة عند الله من الكبائر أو أكبر الكبائر ذنوب أو افعال غير جيدة اقترفتها وأقلعت عنها وتبت الى الله منها منها من عشرين سنه ومنها فوق ثلاثين سنه .
والوسواس يزداد علي بشكل غير طبيعي في الصلاة عندما أكبر وأحيانا أقطع صلاتي أو اعيدها بسبب هذه النغزات والتي يخيل لي انها نوع من أنواع التعليق
فماذا أفعل وأريد ان أعيش حياتي الطبيعية مثل باقي الناس
ماذا أفعل مع هذه النغزات التي تأتيني باستمرار وخصوصا عندما ابدأ بالصلاة
وهل يحاسب الشخص قبل سن التكليف اذا ارتكب الذنوب. جزاكم الله خير

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أما بعد:
فأولاً: أنصحك أيها السائل بعدم الالتفات للوساوس، والإعراض عنها، ومخالفة ما تدعوك إليه، فإن الوساوس من الشيطان ، ليحزن الذين آمنوا ، وخير علاج لها ، هو الإكثار من ذكر الله تعالى ، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، والبعد عن المعاصي والمخالفات التي هي سبب تسلط إبليس على بني آدم ، قال الله تعالى: ( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ) النحل/ 99 .وعليك أن تداوم على قراءة القرآن والأذكار الشرعية صباحا ومساء ، وأن تقوي إيمانك بالطاعات والبعد عن المنكرات ، كما عليك أن تشتغل بطلب العلم ، فإن الشيطان إن تمكن من العابد فلن يتمكن من العالم .
ثانياً: من فضل الله وسعة رحمته ولطفه بعباده أنه لا يحاسب ابن آدم حتى يبلغ سن الاحتلام، وهو سن الخامسة عشرة، أو السن الذي تظهر فيه علامات البلوغ من نبات شعر العانة، أو إنزال المني، أو الحيض للنساء، فكل ما يقع قبل هذا السن لا حساب عليه ولا عذاب قال صلى الله عليه وسلم (رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ) رواه أبوداود (رقم/4403)، وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود “.
فما وقع منك من ذنب قبل البلوغ فلا موجب له من حزن وأسى وهم وغم، فلا داعي للقلق، وما عليك الآن سوى الأخذ بما نصحتك به.
أسأل الله أن يرد عنك الشيطان وأن ييسر لك الخير حيث كان.
والله أعلم. وصلَّى الله وسلَّم على عبده ورسوله محمَّدٍ وعلى آله وصحبه.